بتاريخ صدر الإسلام، لا بآخر الزمان حيث تصوّر العلاقات بنحوٍ آخر.
ووصفت أحاديث أُخرى السيّد الحسنيّ وقيامه، وهي أيضاً تواجه إشكاليّات في المحتوى.
وتاريخ هذه الأحاديث المتعلّقة بالحسنيّ، والأهمّ من ذلك ضعف مصادرها وأسانيدها ونصوصها، تقود إلى نتيجة هي عدم إمكانيّة إثبات قيام الحسنيّ بطريقة علميّة قبل الظهور ؛ وبناء عليه يمكن القول بأنّ المعنيّ من السيّد الحسنيّ هو صاحب النفس الزكيّة ذاته في الرواية الوحيدة المعتبرة التي أشارت إليه.
۵. النداء من السماء
النداء من السماء الذي يعبّر عنه أحياناً بالصيحة، علامة مهمّة أُخرى من علامات ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام، وهي علامة محتومة أيضاً بناء على بعض الأحاديث. وموضوع نداء السماء لا يختصّ بمصادر الشيعة، بل ورد كثيراً في أحاديث أهل السنّة أيضاً.
وكثرة الأحاديث في العلامة المذكورة بلغت حدّاً بحيث ورد ـ بعنوان المثال ـ في كتاب النعمانيّ وحده في ثلاثين حديثاً من أصل ثمانية وستّين في باب العلامات، وبالطبع هذا غير أحاديث الأبواب والكتب الأُخرى.
وقد استدلّ بعض أحاديث النداء بالآية: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»۱، وكأنّ نداء السماء اعتبر مصداقاً لهذه الآية.۲
ويُستفاد من دراسة الأحاديث ومراجعة كتب اللغة، أنّ المفردات الثلاث: النداء والصيحة والصوت، مترادفة، أو استُخدمت في هذا الموضوع ـ على الأقلّ ـ في معنىً واحد. فابن منظور عرّف النداء بمعنى الصوت، والصوت بمعنى النداء۳، كما ذكر مصدر