213
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

السادة الحسنيّين ؛ ومن هنا فإنّ النفس الزكيّة هي السيّد الحسنيّ ذاته، ولكنّ اشتهار النفس الزكيّة والروايات العديدة الواردة فيها، تثبت كونها من العلامات. وبناء عليه لابدّ من حمل أحاديث السيّد الحسنيّ على النفس الزكيّة، كما يمكن حمل الحديث الوارد في «الرجل الهاشميّ» أيضاً على النفس الزكيّة ؛ لأنّ القتل بين ركن الحجر الأسود ومقام إبراهيم مذكور في كليهما.۱

وينبغي الالتفات أيضاً إلى أنّ عدداً من أحاديث المصادر الشيعيّة والسنّيّة في النفس الزكيّة لا تستند إلى المعصوم، وخصوصاً ما ورد في الفتن لابن حمّاد والغيبة للشيخ الطوسيّ. وقد دخلت هذه الأحاديث الوسط الشيعيّ عن طريق عدّة كتب، كالتشريف بالمنن لابن طاووس، وتُلقّيت بالقبول.

بعض الأحاديث الناظرة إلى النفس الزكيّة على أنّها من علامات الظهور، ذكرتها مع علامات مهمّة أُخرى، كنداء السماء والسفيانيّ والخسف بالبيداء، في حين تحدّث بعض آخر من أحاديث النفس الزكيّة بالتفصيل عن قتاله وهروبه.

ونظراً إلى مجموع النصوص يمكن القول بأنّ النفس الزكيّة من العلامات المشهورة والمحتومة للظهور، حيث وردت روايات معتبرة فيها وفي استشهادها، وإن شاب جزئيّاتها بعضُ الغموض كغيرها من العلامات.

۴. قيام السيّد الحسنيّ

يعدّ خروج وقيام رجل يُلقّب بالحسنيّ علامة أُخرى من علامات الظهور المشهورة، ولكنّ الأحاديث المشتملة على هذه العلاّمة تعاني من إشكاليّات في السند أو المصدر، وروايتها الصحيحة الوحيدة جاءت في روضة الكافي، إلاّ أنّها غير مقبولة من حيث المحتوى، رواها يعقوب السرّاج عن الإمام الصادق عليه‏السلام، قال:

1.. راجع: الإرشاد: ج ۲ ص ۳۶۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
212

وبما أنّ السفيانيّ من علامات الظهور، فيتّضح أنّ للإشارة إلى الخسف بجيشه في البيداء دعامة مناسبة ومعتبرة في النصوص الحديثيّة الشيعيّة والسنّيّة، ويؤّد أصل كونه علامة على الظهور.

واشتملت نصوص الخسف في البيداء على أخبار تفصيليّة عنه في هذه الموسوعة، ولكن لا يمكن الاعتماد على جزئيّاتها ؛ بسبب ضعف أسانيدها وتعارض نصوصها.

۳. قتل النفس الزكيّة

من العلامات المشهورة الأُخرى للظهور: قتل النفس الزكيّة، حيث وردت في أحاديث الفريقين، ولكنّ المصادر الشيعيّة عرّفتها على أنّها علامة محتومة. والمقصود من النفس الزكيّة شخص صالح متّقٍ.

نقل ثلاثة عشر حديثاً في النفس الزكيّة، ثلاثة منها معتبرة السند۱، واكتُفي في اثنين منها بذكر أنّ قتل النفس الزكيّة من العلامات المحتومة للظهور.۲

تنقسم هذه الأحاديث كسائر أحاديث علامات الظهور إلى قسمين: أحدهما لا يتحدّث عن الإمام المهديّ عليه‏السلام وظهوره، بل ذُكرت هذه العلامة بعنوان الفتن والملاحم، وبعبارة أُخرى: كتنبّؤللمستقبل. والقسم الآخر صرّح باسم الإمام عليه‏السلام، واعتبر قتل النفس الزكيّة من علامات ظهوره.

وما يجدر الالتفات إليه هو أنّه سيُقتل قبل قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام أبرياء كثيرون لهم درجات إيمانيّة عالية، واعتبار قتل أحدهم علامة حتميّة يدلّ على عظيم مكانته الاجتماعيّة، والوظيفة المهمّة الملقاة على عاتقه.

ويعتقد بعض الباحثين أنّ من الخصائص المذكورة للنفس الزكيّة الانتساب إلى

1.. الرواية الثالثة تتحدّث عن السيّد الحسنيّ، وسيأتي توضيح مناسب عنه تحت هذا العنوان.

2.. راجع: ص ۵۹ ح ۱۲۱۱ الغيبة للطوسي وح ۱۲۱۴ (الغيبة للنعماني).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8207
صفحه از 457
پرینت  ارسال به