211
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

مدى غور حركته في ثقافة المسلمين العامّة.

وقد اعتبر بعض المؤّفين أنّ أحاديث السفيانيّ موضوعة من قبل هذه المجموعة. وأوّل من قال بذلك مصعب بن الزبير۱، وتحدّث غيره في موافقته أو مخالفته.۲

ولكنّ كثرة الروايات الشيعيّة والسنّيّة وقدم نصوصها ورواج هذه الثقافة بين الناس واستغلال الحكّام والساعين وراء السلطة لهذه الثقافة العامّة، يثبت أنّ لها جذوراً تمتدّ إلى النصوص الحديثيّة القديمة.

۲. الخسف بالبيداء

الخسف معناه الغور والهدم، وأشهر إشارة إلى الخسف بجيش السفيانيّ تتعلّق بمنطقة اسمها «البيداء» بين مكّة والمدينة، أو منطقة بالقرب من المدينة.۳

وروايات الخسف بالبيداء على عدّة أقسام:

الأوّل: روايات عدّت الخسف بالبيداء إحدى علامات ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، واعتبرته أحياناً من العلامات المحتومة.۴

الثاني: روايات أشارت إلى الخسف في البيداء، وحرب هذه الجماعة لشخص احتمى ببيت اللّه‏.۵

الثالث: الأخبار التي تربط بين السفيانيّ والبيداء وتقول بأنّ جيش السفيانيّ ستُخسف به الأرضُ في البيداء.۶

1.. راجع: نسب قريش: ص ۱۲۹.

2.. الأغاني: ج ۱۷ ص ۲۱۸، تاريخ دمشق: ج ۱۶ ص ۳۰۳، تاريخ الإسلام للذهبي: ج ۶ ص ۵۸، السيادة العربيّة:ص ۱۲۱، ضحى الإسلام: ج ۳ ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹.

3.. راجع: معجم البلدان: ج ۱ ص ۵۲۳.

4.. راجع: الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۵۷ ح ۱۵ و ص ۲۶۲ ح ۲۱ والغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۷.

5.. مسند ابن حنبل: ج ۶ ص ۱۰۵، تاريخ المدينة: ج ۱ ص ۳۱۰.

6.. راجع: الفتن: ج ۱ ص ۲۰۲ باب «الخسف بجيش السفيانيّ...» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
210

وهند، وعتبة. وتارة يعود نسبه إلى عتبة بن أبي سفيان۱، وأُخرى إلى خالد بن يزيد بن معاوية.۲

أمّا مكان خروجه فقيل: حمص، والوادي اليابس، وإيلياء (القدس)، وأندرا، وروما.۳

وأغلب الروايات تعتبر مدّة حكم السفيانيّ تسعة أشهر۴، كما ذكرت بعض الأخبار أنّه يحكم ثلاث سنين ونصفاً۵، أو ما يساوي مدّة حمل الناقة.۶

۱ / ج ـ خروج سفيانيَّين مختلفين

أفضت العقيدة القديمة العامّة في خروج السفيانيّ إلى اعتبار أنّ كلّ من خرج من بني أُميّة لأخذ الحكم على مرّ التاريخ، أنّه هو السفيانيّ.

فمن جملة السفيانيّين الذين خرجوا للاستيلاء على الحكم وثاروا على المروانيّين من بني أُميّة أو على خلافة بني العبّاس: زياد بن عبد اللّه‏ بن يزيد بن معاوية في السنوات الأُولى من القرن الثاني للهجرة۷، وعليّ بن عبد اللّه‏ بن خالد بن يزيد بن معاوية سنة ۱۹۵ه (في عهد الإمام الرضا عليه‏السلام)۸، وأبو حرب اليمانيّ المبرقع۹ في عهد المعتصم العبّاسيّ.

وعلى الرغم من سوء سمعة السفيانيّ، إلاّ أنّ ما أثار انتباه الناس واهتمامهم هو إحكام سيطرته على الشام وحتّى على مناطق الحجاز. كما أنّ اشتهار هؤاء بالسفيانيّ يبيّن

1.. راجع: ص ۱۳ ح ۱۱۳۲ الغيبة للطوسي.

2.. راجع : ص ۱۳ ح ۱۱۳۳ الفتن .

3.. راجع: ص ۱۲ ح ۱۱۳۱ كمال الدين وص ۳۴ ح ۱۱۷۱ (الغيبة للنعماني) و الفتن : ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۸۴۹ .

4.. راجع: ص ۳۳ ح ۱۱۷۰ الغيبة للطوسي.

5.. الفتن: ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۸۹۴.

6.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۵۰.

7.. أنساب الأشراف: ص ۹ ح ۱۵۷ و ۲۰۳ و ۲۲۲، تاريخ الطبريّ: ج ۷ ص ۲۴۳ ـ ۲۶۳.

8.. تاريخ دمشق: ج ۴۳ ص ۲۴، سير أعلام النبلاء: ج ۹ ص ۲۸۴.

9.. تاريخ الطبريّ: ج ۹ ص ۱۱۶ و ۱۱۸، تاريخ اليعقوبيّ: ج ۲ ص ۴۴۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8149
صفحه از 457
پرینت  ارسال به