مدى غور حركته في ثقافة المسلمين العامّة.
وقد اعتبر بعض المؤّفين أنّ أحاديث السفيانيّ موضوعة من قبل هذه المجموعة. وأوّل من قال بذلك مصعب بن الزبير۱، وتحدّث غيره في موافقته أو مخالفته.۲
ولكنّ كثرة الروايات الشيعيّة والسنّيّة وقدم نصوصها ورواج هذه الثقافة بين الناس واستغلال الحكّام والساعين وراء السلطة لهذه الثقافة العامّة، يثبت أنّ لها جذوراً تمتدّ إلى النصوص الحديثيّة القديمة.
۲. الخسف بالبيداء
الخسف معناه الغور والهدم، وأشهر إشارة إلى الخسف بجيش السفيانيّ تتعلّق بمنطقة اسمها «البيداء» بين مكّة والمدينة، أو منطقة بالقرب من المدينة.۳
وروايات الخسف بالبيداء على عدّة أقسام:
الأوّل: روايات عدّت الخسف بالبيداء إحدى علامات ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام، واعتبرته أحياناً من العلامات المحتومة.۴
الثاني: روايات أشارت إلى الخسف في البيداء، وحرب هذه الجماعة لشخص احتمى ببيت اللّه.۵
الثالث: الأخبار التي تربط بين السفيانيّ والبيداء وتقول بأنّ جيش السفيانيّ ستُخسف به الأرضُ في البيداء.۶
1.. راجع: نسب قريش: ص ۱۲۹.
2.. الأغاني: ج ۱۷ ص ۲۱۸، تاريخ دمشق: ج ۱۶ ص ۳۰۳، تاريخ الإسلام للذهبي: ج ۶ ص ۵۸، السيادة العربيّة:ص ۱۲۱، ضحى الإسلام: ج ۳ ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹.
3.. راجع: معجم البلدان: ج ۱ ص ۵۲۳.
4.. راجع: الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۵۷ ح ۱۵ و ص ۲۶۲ ح ۲۱ والغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۷.
5.. مسند ابن حنبل: ج ۶ ص ۱۰۵، تاريخ المدينة: ج ۱ ص ۳۱۰.
6.. راجع: الفتن: ج ۱ ص ۲۰۲ باب «الخسف بجيش السفيانيّ...» .