ويجدر الالتفات إلى أنّ أحاديث السفيانيّ متنوّعة، وحكت نصوص مطوّلة جزئيّاتها، وقد تتعارض فيما بينها أحياناً، ولكنّ مجموع هذه النصوص والقدر المشترك بينها يقود إلى الاطمئنان والقبول بأصل حركة السفيانيّ ومواجهته لجيش الإمام المهديّ عليهالسلام ويثبت ذلك.
والأدلّة التي تثبت هذه العلاّمة هي:
الأوّل: الروايات الشيعيّة والسنّيّة الصحيحة والمعتبرة.
الثاني: كثرة الروايات في المصادر القديمة للشيعة والسنّة.
الثالث: اشتراك نصوص أحاديث الشيعة والسنّة في هذا الموضوع.
الرابع: الثقافة الشعبيّة السائدة في المجتمع والمستقاة من الأحاديث والتواريخ القديمة.
الخامس: استغلال الأُمويّين لاسم السفيانيّ، من أجل الاستحواذ على السلطة والحكم.
۱ / أ ـ السفيانيّ في أحاديث الفريقين
أكّد كثير من الأحاديث الواردة في المصادر الشيعيّة على حتميّة ظهور السفيانيّ وخروجه في شهر رجب.۱
ويقترن ذكر السفيانيّ غالباً في الأحاديث الشيعيّة مع نداء السماء والنفس الزكيّة وخسف البيداء. ويُذكر اليمانيّ إلى جانب السفيانيّ أحياناً. ونقلت المصادر الشيعيّة ـ إضافة إلى أحاديث المعصومين عليهمالسلام ـ نصوصاً عن غير المعصومين أيضاً.
ومصادر أهل السنّة لا تتحدّث عن حتميّة السفيانيّ أو ظهوره في شهر رجب. وعلى الرغم من وجود بعض الأحاديث المنقولة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، ولكنّ معظم النصوص تنتهي إلى الصحابة أو التابعين.