209
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وبعض أحاديث السفيانيّ الواردة في كتاب الفتن لابن حمّاد نُقلت عن جابر الجعفيّ عن الإمام الباقر عليه‏السلام، وقلّما وردت هذه النصوص في المصادر الرئيسة لأهل السنّة.

ولا تمتلك أغلب أخبار أهل السنّة عن السفيانيّ الصلاحيّة اللاّزمة للوثوق بها والاستناد إليها، وبخاصّة الأخبار الواردة بالتفصيل في كتاب الفتن لابن حمّاد، وقد تحدّثت هذه الأخبار غالباً عن عداء السفيانيّ لأهل الكوفة والمدينة أو جميع بني هاشم، كما أُشير أحياناً إلى عداوته لبني العبّاس أيضاً.

ونُقلت نصوص السفيانيّ لأهل السنّة كقصّة مترابطة عادة، وحكت حروبه لشعوب مناطق مختلفة، مثل: قرقيسياء وحرّان وخراسان والزوراء (بغداد) والجابية وروما ودمشق و... وذُكر بنو أُميّة وبنو العبّاس والرايات السود وغيرها من أحداث التاريخ الإسلاميّ.

وعنت المصادر السنّيّة أكثر من المصادر الشيعيّة بجيش السفيانيّ المبعوث إلى المدينة وخسف البيداء بهم.

والنقطة المهمّة في مجموع أحاديث السفيانيّ هي تبادل النصوص بين المصادر الحديثيّة الشيعيّة والسنّيّة، بنحوٍ يمكن مشاهدته حتّى في كتاب الغيبة للشيخ الطوسيّ، حيث نقل بعض نصوص أهل السنّة.

وقد ازداد نقل أحاديث ونصوص أهل السنّة المعنيّة بعلامات الظهور في المصادر الشيعيّة منذ زمن السيّد ابن طاووس وتأليف كتاب الملاحم والفتن، ونقل المؤّفون المتأخّرون أحياناً هذه النصوص عن الكتاب السابق، وأحياناً أُخرى عن مصادر أهل السنّة ـ مثل الفتن لابن حمّاد وعقد الدرر ـ بنحوٍ مباشر.

۱ / ب ـ التباس في أحاديث السفيانيّ

ذكرنا أنّ جزئيات الأخبار المتعلّقة بالسفيانيّ تعاني من اختلافات كبيرة تقلّل من الثقة بتلك الجزئيّات، فمثلاً وردت للسفياني عدّة أسماء، مثل عبد اللّه‏، وعثمان، وعنبسة، ومعاوية، وحرب، وعتبة، وعروة۱. وذكرت لأبيه الأسماء التالية: يزيد، وعنبسة،

1.. راجع: الفتن: ج ۱ ص ۲۱۴ ح ۹۶۰ والملاحم لابن منادي: ص ۷۷ وعقد الدرر: ص ۸۰ و ۹۱ والتذكرة للقرطبيّ : ص ۶۹۴ و ۷۰۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
208

ويجدر الالتفات إلى أنّ أحاديث السفيانيّ متنوّعة، وحكت نصوص مطوّلة جزئيّاتها، وقد تتعارض فيما بينها أحياناً، ولكنّ مجموع هذه النصوص والقدر المشترك بينها يقود إلى الاطمئنان والقبول بأصل حركة السفيانيّ ومواجهته لجيش الإمام المهديّ عليه‏السلام ويثبت ذلك.

والأدلّة التي تثبت هذه العلاّمة هي:

الأوّل: الروايات الشيعيّة والسنّيّة الصحيحة والمعتبرة.

الثاني: كثرة الروايات في المصادر القديمة للشيعة والسنّة.

الثالث: اشتراك نصوص أحاديث الشيعة والسنّة في هذا الموضوع.

الرابع: الثقافة الشعبيّة السائدة في المجتمع والمستقاة من الأحاديث والتواريخ القديمة.

الخامس: استغلال الأُمويّين لاسم السفيانيّ، من أجل الاستحواذ على السلطة والحكم.

۱ / أ ـ السفيانيّ في أحاديث الفريقين

أكّد كثير من الأحاديث الواردة في المصادر الشيعيّة على حتميّة ظهور السفيانيّ وخروجه في شهر رجب.۱

ويقترن ذكر السفيانيّ غالباً في الأحاديث الشيعيّة مع نداء السماء والنفس الزكيّة وخسف البيداء. ويُذكر اليمانيّ إلى جانب السفيانيّ أحياناً. ونقلت المصادر الشيعيّة ـ إضافة إلى أحاديث المعصومين عليهم‏السلام ـ نصوصاً عن غير المعصومين أيضاً.

ومصادر أهل السنّة لا تتحدّث عن حتميّة السفيانيّ أو ظهوره في شهر رجب. وعلى الرغم من وجود بعض الأحاديث المنقولة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ولكنّ معظم النصوص تنتهي إلى الصحابة أو التابعين.

1.. راجع: ص ۹ (خروج السفيانيّ من المحتوم) و ص ۱۶ (زمان خروج السفيانيّ / شهر رجب) و الغيبة للنعمانيّ :باب ۱۸ ح ۱ و ۲ ـ ۷ و ۱۰ و باب ۱۴ ح ۱۵ و ۲۶ وكمال الدين: ص ۶۷۸ و ۶۸۰ والإرشاد: ج ۲ ص ۳۷۱ والغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8162
صفحه از 457
پرینت  ارسال به