207
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

أهمّ علامات الظهور

ذكرنا كثرة علامات الظهور المذكورة في الأحاديث المعتبرة وغير المعتبرة وآثار الصحابة والتابعين والنصوص التاريخيّة. وأفضى اختلاط تلك العلامات مع أشراط الساعة والفتن والملاحم إلى مزيد من الإرباك. وما نروم التوقّف عنده هنا هي علامات الظهور المذكورة في الأحاديث فقط، وسنصنّف أولويّتها وأهمّيتها وفقاً لتأكيد الأحاديث وكثرة هذه العلامات.

أمّا أهمّ هذه العلامات فهي: نداء السماء، وخروج السفيانيّ، وقتل النفس الزكيّة، وخسف البيداء، وخروج اليمانيّ، وخروج الخراسانيّ، وخروج الحسنيّ.

وهذه الأهمّيّة والشهرة لاتعني صحّة جميع العلامات، كما أنّ خروج الخراسانيّ من العلامات التي اشتهرت في الوقت الراهن، وتلاقفتها ألسنة العامّة والخاصّة، واعتبرت من علامات الظهور المحتومة، إلاّ أنّه لا توجد أحاديث كثيرة بشأنها.

وفيما يلي نحاول دراسة هذه العلامات واحدة تلو الاُخرى:

۱. خروج السفيانيّ

يتعلّق هذا العنوان بأشهر علامات الظهور، إذ ذُكر بالتفصيل في المصادر القديمة والحديثة، ووردت أحاديثه في مصادر الشيعة والسنّة معاً على نحو متماثل تقريباً، ولم يختصّ بمذهب معيّن.

فمن بين المصادر الشيعيّة، أفرد النعمانيّ باباً من كتاب الغيبة بأحاديث السفيانيّ، ونقل فيه ثمانية عشر حديثاً، في حين خصّص نعيم بن حمّاد أكثر من عشرة أبواب بالسفيانيّ وحروبه في كتاب الفتن، وذكر فيها ۱۲۰ خبراً. أمّا في المصادر المتأخّرة ومنها بحار الأنوار، فعدد الأحاديث المتعلّقة بالسفيانيّ أكثر بكثير ممّا تقدّم. ووفرة هذه الأحاديث وصحّتها واعتبار سندها أو مضامين بعضها، يثبت أنّ السفيانيّ من علامات الظهور.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
206

مُنادٍ يُنادي بِاسمِ القائِمِ وَاسمِ أَبيهِ.۱

وسنتحدّث بالتفصيل عن كلّ واحدة من هذه العلامات.

احتمال البداء في العلامات

البداء أحد معتقدات الشيعة، ومعناه تغيير اللّه‏ تعالى لبعض الأُمور التي نتصوّر قطعيّتها. والواقع أنّه لا يحصل تغيير في العلم الإلهيّ، بل في علمنا بما أخبرنا به مسبقاً. إذن فالبداء بمعنى الظهور بعد الخفاء.۲

وقد وردت أحاديث في علامات الظهور تنصّ على حصول البداء حتّى في أهمّ العلامات.

قال أبو هاشم الجعفريّ صاحب عدد من الأئمّة المتأخّرين عليهم‏السلام:

... فَجَرى ذِكرُ السُّفيانِيِّ وما جاءَ فِي الرِّوايَةِ مِن أنَّ أمرَهُ مِنَ المَحتومِ، فَقُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه‏السلام: هَل يَبدو للّه‏ِِ فِي المَحتومِ؟ قالَ: نَعَم. قُلنا لَهُ: فَنَخافُ أن يَبدُوَ للّه‏ِِ فِي القائِمِ!

فَقالَ: إنَّ القائِمَ مِنَ الميعادِ، وَاللّه‏ُ لا يُخلِفُ الميعادَ.۳

وهذا الحديث موافق لما جاء في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۴؛ لأن حكم المحو والإثبات يعمّ جميع الأحداث التي تستغرق زمناً، وهي تشمل جميع ما في السماء والأرض وما بينهما.۵

راجع: ص۹۳ (امكان البداء في العلامات حتّى المحتومات)

وص ۳۵۴ (هل وقع البداء في وقت القيام).

1.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۲۵۷ ح ۱۵ وراجع كمال الدين: ص ۶۸۰.

2.. لمعرفة معنى البداء راجع البداء في ضوء الكتاب والسنّة، تقريرات درس آية اللّه‏ جعفر السبحانيّ، تقرير: جعفرالهادي.

3.. راجع: ص ۹۳ ح ۱۲۸۱.

4.. الرعد: ۳۸ ـ ۳۹.

5.. الميزان في تفسير القرآن: ج۱۱ ص ۳۷۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8209
صفحه از 457
پرینت  ارسال به