مُنادٍ يُنادي بِاسمِ القائِمِ وَاسمِ أَبيهِ.۱
وسنتحدّث بالتفصيل عن كلّ واحدة من هذه العلامات.
احتمال البداء في العلامات
البداء أحد معتقدات الشيعة، ومعناه تغيير اللّه تعالى لبعض الأُمور التي نتصوّر قطعيّتها. والواقع أنّه لا يحصل تغيير في العلم الإلهيّ، بل في علمنا بما أخبرنا به مسبقاً. إذن فالبداء بمعنى الظهور بعد الخفاء.۲
وقد وردت أحاديث في علامات الظهور تنصّ على حصول البداء حتّى في أهمّ العلامات.
قال أبو هاشم الجعفريّ صاحب عدد من الأئمّة المتأخّرين عليهمالسلام:
... فَجَرى ذِكرُ السُّفيانِيِّ وما جاءَ فِي الرِّوايَةِ مِن أنَّ أمرَهُ مِنَ المَحتومِ، فَقُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليهالسلام: هَل يَبدو للّهِِ فِي المَحتومِ؟ قالَ: نَعَم. قُلنا لَهُ: فَنَخافُ أن يَبدُوَ للّهِِ فِي القائِمِ!
فَقالَ: إنَّ القائِمَ مِنَ الميعادِ، وَاللّهُ لا يُخلِفُ الميعادَ.۳
وهذا الحديث موافق لما جاء في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۴؛ لأن حكم المحو والإثبات يعمّ جميع الأحداث التي تستغرق زمناً، وهي تشمل جميع ما في السماء والأرض وما بينهما.۵
راجع: ص۹۳ (امكان البداء في العلامات حتّى المحتومات)
وص ۳۵۴ (هل وقع البداء في وقت القيام).