205
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

ولم يُصرّح بالعلامات غير المحتومة، ولكن يمكن اعتبار غير هذه الموارد من ضمن العلامات غير المحتومة.

۲. العلامات المحتومة

قيل: إنّ أهمّ تقسيم للعلامات هو حتميّتها أو عدم حتميتها، فعدّدت روايات بعضاً من الأحداث على أنّها علامات محتومة، ويبدو أنّ تعبير المحتوم لبعضها أُطلق لأوّل مرّة في أحاديث الإمام الباقر عليه‏السلام. ومن جانب آخر، لم نجد فيما استقصيناه حتميّة العلامات أو عدمها في مصادر أهل السنّة.

والعلامات التي أخبرت الأحاديث عن حتميّتها ليست وفيرة، وهي: نداء من السماء، وخروج السفيانيّ، وخسف في البيداء، وقتل النفس الزكيّة۱. واعتبرت بعض الأحاديث من المحتومات أيضاً: طلوع الشمس من المغرب، وظهور كفّ في السماء، وظهور اليمانيّ، واختلاف بني العبّاس. وفيما يلي نموذجان من هذه الروايات:

عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام أنّه قال:

النِّداءُ مِنَ المَحتومِ، وَالسُّفيانِيُّ مِنَ المَحتومِ، وَاليَمانِيُّ مِنَ المَحتومِ، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكيَّةِ مِنَ المَحتومِ، وكَفٌّ يَطلُعُ مِنَ السَّماءِ مِنَ المَحتومِ، وَفَزعَةُ في شَهرِ رَمَضانَ توقِظُ النّائِمَ وتُفزِعُ اليَقَظانَ وتُخرِجُ الفَتاةَ مِن خِدرِها.۲

وعن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام أيضاً حينَ سُئلَ عَنِ السُّفيانيّ هل هُو من المحتوم؟ فقال:

نَعَم، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكِيَّةِ مِنَ المَحتومِ، وَالقائِمُ مِنَ المَحتومِ، وخَسفُ البَيداءِ مِنَ المَحتومِ، وكَفٌّ تَطلُعُ مِنَ السَّماءِ مِنَ المَحتومِ، وَالنِّداءُ مِنَ السَّماءِ مِنَ المَحتومِ.

قال الراوي: فقلت: وأيّ شيء يكون النّداء؟ فقال:

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۵، كمال الدين: ص ۶۸۰.

2.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۲۵۲ ح ۱۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
204

ثالثاً: علاقة الإمام المهديّ عليه‏السلام بنهاية التاريخ، إذ يعتقد البشر بجميع أديانهم ومذاهبهم أنّ النهاية الساطعة للتاريخ ترافق ظهور منقذ ينشر العدل، وتقترن نهاية قيامه بيوم القيامة. ويبدو أنّ هذه الذهنيّة أدّت إلى تسامح بعض الرواة أو المحدّثين في نقلهم للمعنى، واعتقادهم بالترادف بين أشراط الساعة وعلامات الظهور، ولذلك استخدموا أحدهما بدلاً من الآخر.

رابعاً: التقارب بين ألفاظ القيام والقيامة والقائم واشتراكها في المعنى، فمثلاً ذكر النعمانيّ رواية عن أمير المؤنين عليه‏السلام ومطلعها: «لا تَقومُ القِيامَةُ حَتّى... وتَظهَرَ الحُمرَةُ»۱، ولكنّ العلاّمة المجلسيّ نقل الحديث نفسه بعبارة: «لا يَقومُ القائمُ...»۲، وأمثال هذا التشابه والتصحيف دليل على خلط علامات الظهور بعلامات القيامة.

أقسام علامات الظهور

ذكروا لعلامات الظهور تقسيمات مختلفة، و من أهمّ ما يطالعنا منها في الكتب التي تصدّت لبيانها: تقسيمها إلى علامات متّصلة (قريبة) ومنفصلة (بعيدة)، ومحتومة وغير محتومة، وطبيعيّة وغير طبيعيّة، وعادّيّة وخارقة للعادة، وكلّيّة وجزئيّة، وعامّة وخاصّة، ومجملة وكنائيّة، ومقيّدة ومشروطة، وقطعيّة ومشكوكة.

وتكشف الدراسات عن وجود واحد من هذه التقسيمات فقط في الأحاديث، وهو حتميّة العلامات أو عدم حتميّتها، كما يعبّر عنها بالمحتومة والموقوفة أيضاً.

۱. العلامات المحتومة وغير المحتومة

وردت أربع علامات في حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام واعتبرها من المحتوم۳، كما ذكر عليه‏السلام عدّة علامات في حديثين آخرين، وكرّر كلمة المحتوم في كلّ واحد منهما.۴

1.. راجع: ص ۱۴۷ ح ۱۳۷۵.

2.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۲۲۶ .

3.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۲۶۴ ح ۲۶.

4.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۵۲ ح ۱۱ و ص ۲۵۷ ح ۱۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8296
صفحه از 457
پرینت  ارسال به