وكثير ممّا حدث للحكومات المعاصرة للأئمّة عليهمالسلام من الأُمويّين والعبّاسيّين أو ولاتهم الإقليميّين وأمثالهم، ليس إلا تنبّؤً بهذه الأحداث في ذلك الزمان. وأمثال هذه الموارد هي فتن تحدث قبل الظهور، ولكنّ الأمر المهمّ هو عدم مجيء إشارة إلى قضيّة الإمام المهديّ عليهالسلام وعلامات ظهوره من الأساس في عديد من هذه الأخبار.
۳. أشراط الساعة
كلمة أشراط جمع شَرَط بمعنى العلاّمة۱، والساعة من أسماء القيامة، واستُخدم هذا التركيب مرّة واحدة في القرآن الكريم۲ بمعنى علامات القيامة.
وممّا له صلة قريبة بموضوع علامات الظهور: الروايات المتحدّثة عن علامات يوم القيامة، ولهذا اختلطت علامات ظهور المهديّ عليهالسلام بعلامات اقتراب أو قيام الساعة في كثير من المصادر الروائيّة لأهل السنّة، وقسم من الجوامع الشيعيّة، فاعتبر بعض ما اشتهر بعلامات الظهور من علامات يوم القيامة، حتّى عدّ أحياناً ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام من جملة علامات القيامة.
وبنحوٍ عامّ خصّص أصحاب الجوامع الحديثيّة لأهل السنّة باباً باسم «أشراط الساعة»، كما صدرت في الفترات المتأخّرة كتب مستقلّة بهذا الاسم.
اختلاط أشراط الساعة بعلامات الظهور
نتطرّق فيما يلي إلى اختلاط بعض هذه العلامات في مصادر الفريقين:
اعتبرت معظم مصادر أهل السنّة نزول عيسى عليهالسلام وظهور الدجّال ـ المشهورين بأنّهما من علامات ظهور المهديّ عليهالسلام ـ علامة على القيامة.۳