203
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وذكر الشيخ المفيد: طلوع الشمس من المغرب وخسف الأرض بالمشرق والمغرب في ضمن علامات الظهور۱، ولكنّها عدّت من علامات القيامة في أحاديث أهل السنّة۲. كما ورد ذكر الترك والروم في موضوع علامات الظهور، في حين أنّ مصادر أهل السنّة ذكرتها كعلامات على القيامة.۳

إنّ دراسة أحاديث علامات الظهور إلى جانب أحاديث أشراط الساعة، تبيّن بوضوح الشبه بين هاتين المجموعتين من الأخبار. والسبب في ذلك يعود إلى عدّة أُمور:

أوّلاً: تأويل كلمة الساعة في بعض الأحاديث بظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام ۴، وفسح ذلك الطريق أمام استخدام أحاديث أشراط الساعة في بيان علامات الظهور. فمثلاً ذكر أحد الكتّاب المعاصرين أحاديث أشراط الساعة في باب علامات الظهور، ثمّ قال:

بما أنّ بعض الروايات أوّلت الساعة بظهور الإمام عليه‏السلام، فسّرنا روايات أشراط الساعة بعلامات الظهور.۵

ثانياً: أفضت العبارات الواردة في بعض الأحاديث إلى تصوّر أنّ زمن ظهور المهديّ عليه‏السلام يقارب وقت قيام الساعة، فمضامين بعض الأحاديث من قبيل: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لأقبل المهديّ» أو «لا تقوم الساعة حتّى يقوم رجل من أهل بيتي»۶، وفّرت أرضيّة لاختلاط علامات الظهور مع أشراط الساعة، في حين أنّ المراد من هذه الأحاديث هو تأكيد قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام وقطعيّته، لا أنّ هذه الحركة قريبة من يوم القيامة، أو ستحصل في آخر أيّام العالم.

1.. الإرشاد: ج ۲ ص ۳۶۸.

2.. مسند ابن حنبل: ج ۴ ص ۶.

3.. راجع: الإرشاد: ج ۲ ص ۳۶۸ ويقارن مع الفتن: ص ۴۶۱.

4.. معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج ۵ ص ۳۹۵ و ۴۰۵ و ۴۱۱.

5.. چشم اندازي به حكومت مهدي بالفارسيّة: ص ۲۹ .

6.. الغيبة للطوسيّ : ص ۱۸۰ ـ ۱۸۲، التشريف بالمنن: ص ۴۰۰، معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج ۱ ص ۵۷۵، منتخب الأثر: ص ۱۹۱ ـ ۱۹۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
202

وكثير ممّا حدث للحكومات المعاصرة للأئمّة عليهم‏السلام من الأُمويّين والعبّاسيّين أو ولاتهم الإقليميّين وأمثالهم، ليس إلا تنبّؤً بهذه الأحداث في ذلك الزمان. وأمثال هذه الموارد هي فتن تحدث قبل الظهور، ولكنّ الأمر المهمّ هو عدم مجيء إشارة إلى قضيّة الإمام المهديّ عليه‏السلام وعلامات ظهوره من الأساس في عديد من هذه الأخبار.

۳. أشراط الساعة

كلمة أشراط جمع شَرَط بمعنى العلاّمة۱، والساعة من أسماء القيامة، واستُخدم هذا التركيب مرّة واحدة في القرآن الكريم۲ بمعنى علامات القيامة.

وممّا له صلة قريبة بموضوع علامات الظهور: الروايات المتحدّثة عن علامات يوم القيامة، ولهذا اختلطت علامات ظهور المهديّ عليه‏السلام بعلامات اقتراب أو قيام الساعة في كثير من المصادر الروائيّة لأهل السنّة، وقسم من الجوامع الشيعيّة، فاعتبر بعض ما اشتهر بعلامات الظهور من علامات يوم القيامة، حتّى عدّ أحياناً ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام من جملة علامات القيامة.

وبنحوٍ عامّ خصّص أصحاب الجوامع الحديثيّة لأهل السنّة باباً باسم «أشراط الساعة»، كما صدرت في الفترات المتأخّرة كتب مستقلّة بهذا الاسم.

اختلاط أشراط الساعة بعلامات الظهور

نتطرّق فيما يلي إلى اختلاط بعض هذه العلامات في مصادر الفريقين:

اعتبرت معظم مصادر أهل السنّة نزول عيسى عليه‏السلام وظهور الدجّال ـ المشهورين بأنّهما من علامات ظهور المهديّ عليه‏السلام ـ علامة على القيامة.۳

1.. لغت‏نامه دهخدا بالفارسيّة .

2.. وهو قوله تعالى: «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا». محمّد: ۱۸.

3.. راجع: مسند ابن حنبل: ج ۴ ص ۶ والفتن: ص ۳۵۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8432
صفحه از 457
پرینت  ارسال به