195
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

والخسف.

نُقلت معظم نصوص هذا الكتاب عن الصحابة أو التابعين، ولا ترجع أسانيدها إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فمثلاً من بين ۱۷۰ حديثاً تقريباً وردت في الأبواب ۲۹ إلى ۴۴ من هذا الكتاب ـ وموضوعها المهديّ عليه‏السلام والسفيانيّ ـ يرجع ۲۵ حديثاً منها إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأمير المؤنين والإمام الباقر عليهماالسلام، وتنتهي بقيّة أسانيد الكتاب بأمثال كعب الأحبار والزهريّ وأرطاة، وغيرهم. وما يتّصل بهؤاء المعصومين الثلاثة جاء بطرق غير شيعيّة.

القسم الثاني: الكتب الحديثيّة

نقلت علاماتِ الظهور أيضاً بعضُ الكتب الحديثيّة التي سردت سيرة أهل البيت عليهم‏السلام، وأشارت إلى العلامات المذكورة بمناسبة شرح حياة الإمام الثاني عشر عليه‏السلام، فذكرت كثيراً من أحاديث علامات الظهور، أمثالُ كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (ت۴۱۳ه)، وإعلام الورى للطبرسيّ (ت۵۴۸ه)، وكشف الغمّة للإربلي (ت۶۹۲ه)، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي (ت۸۵۵ه)۱. وجمع العلاّمة المجلسيّ مجموع مواضيع هذه الكتب وأودعها دفتيّ كتابه: بحار الأنوار.۲

وأعدّ السيّد ابن طاووس (ت۶۶۴ه) كتاب التشريف بالمنن المعروف بالملاحم والفتن مستفيداً من كتب الملاحم والفتن لأهل السنّة. فتشكّل الكتاب من ثلاثة أقسام، الأوّل: مختار من كتاب الفتن لابن حمّاد (ت۲۲۸ه). الثاني: مأخوذ من كتاب الفتن لأبي صالح السليليّ (ألّفه سنة ۳۰۷ه). الثالث: ملتقط من كتاب الفتن لزكريّا البزّاز (ألّفه سنة ۳۹۱ه). والقسم الرابع من الكتاب: هو عبارة عن ملحقات منقولة من كتب شيعيّة وسنّية مختلفة.

وتكمن قيمة كتاب السيّد ابن طاووس في القسمين الثاني والثالث منه ؛ إذ حفظا كتابي

1.. ومع أنّ ابن الصبّاغ المالكيّ من أهل السنّة، ولكنّه ألّف كتابه على نهج مؤّخي الشيعة بصدد الأئمّة الاثني عشر عليهم‏السلام.

2.. راجع: بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۸۱ ـ ۲۷۸ باب ۲۵ «علامات الظهور».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
194

الكتابين (الغيبة للنعمانيّ والغيبة للطوسيّ) في بعض الموارد.

تشكّل فصل علامات الظهور في هذا الكتاب من قرابة ستّين حديثاً، لم يصدر بعضها عن المعصوم، كما نقل بعضها الآخر عن مصادر أو رواة أهل السنّة. و لا يُرى هذا الأُسلوب ضمن فصل العلامات ـ على الأقلّ ـ في الغيبة للنعمانيّ وكمال الدين.

۴. الفتن

مؤّف هذا الكتاب نعيم بن حمّاد الخزاعيّ المروزيّ (ت۲۲۸ه)، من محدّثي أهل السنّة، وقد استفاد من المصادر الشيعيّة بنحو موسّع، واستدلّ بكتب الإماميّة واستند إليها من خلال مؤلّفات ؛ كالتشريف بالمنن في تعريف الفتن المشهور بالملاحم والفتن لابن طاووس.

والفتن أقدم مصدر في بحث الملاحم والفتن، وبعبارة اُخرى علامات الظهور نفسها. أمّا ابن حمّاد فعاش موجة الخلاف بين المعتزلة والأشاعرة في قضيّة حدوث القرآن أو قدمه، وخالف عقيدة المعتصم العبّاسيّ في الأمر، فأُلقي في السجن وتوفّي هناك.۱

وحام الاختلاف حول توثيق ابن حمّاد، فوثّقه بعض وذمّه آخرون۲. وأورد السيّد ابن طاووس توثيقاته عن كبار علماء رجال أهل السنّة، ولم يتحدّث في تضعيفه.۳

لا يختصّ كتاب الفتن بالإمام المهديّ عليه‏السلام كغيره من الكتب المؤّفة في موضوع الملاحم والفتن، بل يتحدّث عن الأحداث المستقبليّة في العالم الإسلاميّ إلى يوم القيامة، وكُرّس جزء من أمثال هذه الكتب بالمهديّ عليه‏السلام وعلامات ظهوره.

بعض أبواب كتاب الفتن هي: السفيانيّ واسمه ونسبه وحروبه وانخساف البيداء به، والرايات السود، والأبواب المتعلّقة بالمهديّ عليه‏السلام واسمه ونسبه ونهجه وعلامات قيامه، والأبواب المرتبطة بالدجّال، ونزول عيسى، وفتح القسطنطينيّة وأماكن غيرها، والزلازل

1.. الطبقات الكبرى: ج ۷ ص ۳۵۹.

2.. راجع: سير أعلام النبلاء: ج ۱۰ ص ۵۹۷ و ۶۰۹ والكامل في ضعفاء الرجال: ص ۲۵۱ الرقم ۸.

3.. الملاحم والفتن: ص ۶۲ ـ ۶۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8240
صفحه از 457
پرینت  ارسال به