191
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

القيام المهدويّ.

۲. التعريف بالمدّعين الكذّابين

لطالما كان استغلال المقدّسات أمراً رائجاً على مرّ التاريخ بين أشخاص يلهثون وراء مصالحهم الشخصيّة والفئويّة، فأساء أمثال أُولئك الأشخاص الاستفادة من عنوان قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام بنوايا خبيثة، كما أساءت أيضاً مجموعة بنيّة إصلاح الأوضاع السيّئة في عصرهم فادّعوا المهدويّة لأنفسهم.

وعلى الرغم من أنّ حقيقة هؤاء انكشفت ومازالت تتكشّف لعلماء الدين والمثقّفين، ولكن يمكن أن ينخدع بهم كثير من بسطاء الناس لنقاء أرواحهم وصفائها.

وبيان علامات الظهور في أقوال الأئمّة الأطهار عليهم‏السلام وجمعها في النصوص الروائيّة، هي إحدى السبل التي تتيح إمكانيّة تشخيص ومعرفة المهديّ الحقيقيّ من بين أصحاب الدعوات الكاذبة وغير الأصيلة.

واستناداً إلى الأبحاث المنجزة تشخّص وانكشف عدد وفير ممّن ادّعَوا المهدويّة طيلة تاريخ الغيبة البالغ أكثر من ألف عام۱، لم يملك أيّ منهم العلامات الواردة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والأئمّة عليهم‏السلام.

ومن هنا أسهمت هذه العلامات في التعريف بالمدّعين الكاذبين وبطلان ادّعاءاتهم.

ببليوغرافيا علامات الظهور

تنقسم مجموع التأليفات التي نقلت أو درست أحاديث علامات الظهور إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأوّل: كتب الغيبة

تندرج في هذا القسم كتب كثيرة حاز كلّ منها أهمّيّة بسبب معيّن، ولكن هناك أربعة كتب

1.. راجع: ج ۲ ص ۴۰۱ (القسم الرابع / الفصل الرابع: الدعاة المفترون).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
190

العلامات الوضعيّة أو الطبيعيّة، وحتّى اللغات والإشارات المستخدمة لمعرفة الطرق على وجه الأرض.۱

وما يتناسب مع بحث علامات الظهور هي آية: «وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤمِنِينَ»۲، وكذلك الآيتان: ۴۱ من سورة آل عمران، و۱۰ من سورة مريم، حيث جعل اللّه‏ آية لحمل امرأة زكريا ؛ وهي فقدان قدرته على التحدّث مع الناس.۳

وظائف علامات الظهور

تتأتّى أهمّية معرفة علامات الظهور من حيث وظائفها وفوائدها المختلفة للمؤنين، ممّا جعل أهل البيت عليهم‏السلام يوجّهون اهتمامهم لتوضيح تلك العلامات للشيعة، واعتبروا معرفتها ضروريّة لهم. أمّا أهمّ وظائف معرفة العلامات المذكورة فهي:

۱. معرفة الحقّ

إنّ ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام وبداية الثورة المهدويّة يأتيان بغتة، ومعرفته وتمييز ذلك عن الأحداث المشابهة هو أمر جدير بالاهتمام ؛ لأنّ المستقبل الفرديّ والاجتماعيّ للمؤنين مرتبط به، فإنكار هذه الحركة يمكنه الإفضاء إلى إنكار معرفة إمام الحقّ، ومن ثمّ يستتبع سوء العاقبة.

وجليّ أنّ إشاعة الطمأنينة في قلوب المؤنين بصدد قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام وثورته، يحتاج إلى إعدادات ومقدّمات، وإحداها توضيح علامات الظهور وتعريفها للشيعة وخصوصاً المتديّنين والمثقّفين، ممّا يؤّي إلى تفتّح وعيهم وبصيرتهم في معرفة حقّانيّة

1.. راجع التفاسير في نهاية الآية المذكورة أعلاه.

2.. البقرة: ۲۴۸.

3.. وهما قوله تعالى: «قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا» آل عمران: ۴۱ و: «قَالَرَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا» (مريم: ۱۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8236
صفحه از 457
پرینت  ارسال به