والسيوطيّ نفسه اعتبر هذا الحديث في ضمن الأباطيل ولم يقل بأصل له، ولكنّه احتمل بعد ذلك وقوع هذه الأُمور في القرن الثاني عشر استناداً إلى حديث آخر، وقال بأنّ هذه الأحداث ستحصل قطعاً قبل القرن الخامس عشر في أسوأ الحالات. وقال أيضاً:

الذي دلّت عليه الآثار أن مدّة الأُمّة تزيد على الألف، ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمئة سنة... ولايمكن أن تكون المدّة ألفا وخمسمئة أصلاً.^۱

وبعد بيان رأيه راح يذكر ما اعتمد عليه من أحاديث هذا الباب.

ويمكن اعتبار هذا الكلام إشارة بعيدة إلى التوقيت ؛ لأنه عيّن زمناً أكثر من خمسة قرون، وإشكاله الوحيد هو تعيينه لنهاية الزمان.

وفكرة الألفيّة والبحث عن مستقبل العالم وتعيين وقت القيامة أو قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام بين أهل السنّة، اعتمدت على بعض الروايات الموجودة في مصادرهم. وأوجدت فكرة الألفيّة هذه فرصة وأرضيّة مناسبة لمن ادّعى المهدويّة في القرنين: التاسع والعاشر.^۲

۳. سنة ۱۲۰۴ ه

ذكر ابن حجر الهيثميّ (ت۹۷۴ه) في القول المختصر في علامات المهديّ المنتظر أنّ: اجتماع الناس على المهديّ سنة أربع ومئتين، أي بعد الألف، هكذا ورد في الأثر.^۳

وأورد ابن حمّاد في الفتن^۴ هذا القول، ونقل نهايته عن ابن لهيعة أنّ هذا الحساب على أساس السنين الشمسيّة لا القمريّة.

۱۰. يوم السبت العاشر من المحرّم سنة ۱۴۳۷ه

اعتبر جابر البلوشيّ في ظهور الإمام المهديّ عام ۲۰۱۵م نبوءة قرآنيّة يوم السبت العاشر من المحرّم سنة ۱۴۳۷ه يوماً لظهور الإمام عليه‏السلام، على أساس علم الأعداد والحروف والآيات القرآنيّة.^۱

التوقيت في المجتمع السنّي

اختصّ ما ذكرناه سابقاً بمحاولات أشخاص من المجتمع الشيعيّ في التوقيت لظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، وأمّا نماذج التوقيت لظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام بين أهل السنّة فكما يلي:

۱. سنة ۱۰۴۲ه و ۱۳۳۷ه

قال في تاريخ قيام المهديّ عليه‏السلام السلطان الغ بيك الكوركانيّ (ت۸۴۰ ه) مؤّف زيج الغِي والمشهور في علوم وفنون ولاسيّما علم الهيئة، وذلك في أبيات له بالفارسيّة:

بينى تو بغا ملك مغيّر گشته

در وقت غلط زير و زبرتر گشته

در سال غليب اگر بمانى بينى

ملك و ملل و ملّت و دين برگشته

واستخرجت سنة ۱۰۴۲ ه وسنة ۱۳۳۷ ه بطريقتين للحساب.^۲

۲. القرن الثاني عشر

نقل جلال الدين السيوطيّ (ت ۹۱۱ ه) في الكشف عن مجاوزة هذه الأُمّة الألف فتوى أحد علماء أهل السنّة الذي اعتقد أنّ خروج المهديّ والدجّال ونزول عيسى وسائر أشراط الساعة كلّ ذلك يتحقّق في القرن العاشر، استناداً إلى حديث: «إنّ النبيّ لا يَمكُث في قَبرِه ألفَ سنةٍ».