المصادر كالنسخ الخطّية المهدويّة، والكتب ذات الطبعات الحجريّة والمطبوعة بحروف الرصاص المتحرّكة، كما استجدّت معلومات كثيرة في موضوع التوقيت والبحوث المهدويّة الأُخرى ؛ بسبب توفّر الأرضيّة المناسبة للحصول على الكتب النادرة (الخطّية والرصاصيّة والحجريّة)، وتسارع وتيرة البحوث المهدويّة التخصّصيّة في السنوات الأخيرة.

تبيّن هذه الدراسة أنّ التوقيتات المنجزة تفوق ما ذُكر في هذا المقال، وستطول قائمتها إذا أردنا إحصاءً كاملاً لها، إذ لا تمرّ سنة ولا شهر ـ حتّى في عصرنا الحالي ـ إلاّ ونسمع ادّعاءً جديداً عن زمن الظهور، وسنعرض هنا عن الأخبار المعاصرة، ونكتفي منها بما يستحقّ الذكر.

واعتمدنا في نقل التوقيتات على المصادر الأصليّة، إلاّ إذا لم نحصل عليها. وأمّا التوقيتات المذكورة فنُسبت إلى أشخاص أحياناً، وتحتاج صحّة نسبتها إلى بحث مستقلّ.

ولم يقتصر تعيين وقت الظهور على الشيعة وأهل السنّة من المسلمين فحسب، بل تعدّاهم ليشمل المسيحيّين أيضاً فيما يرتبط بوقت نزول عيسى عليه‏السلام حيث تكرّر ذلك مراراً على طول التاريخ، ونجمت عنه عدّة مشاكل.^۱

التوقيت في المجتمع الشيعيّ

نشير هنا إلى نماذج من التوقيت في المجتمع الشيعيّ بالنحو الآتي:

۱. سنة ۹۶۳ ه

ألّف بير غلام علي الطوسيّ الشريف رسالة سنة ۹۵۰ه تقريباً، وحاول فيها تقديم أدلّة وشواهد على ظهور الحجّة عليه‏السلام بعد ثلاثة عشر عاماً ؛ أي سنة ۹۶۳ه.

الزمان و لم يظهر الفرج والعياذ باللّه‏، كان ذلك من سوء فهمنا.^۱

يشيركلام المجلسيّ ـ على فرض صحّة الأحاديث المليئة بالأسرار والرموز، وإمكانيّة الإدراك الصحيح لها ـ إلى احتمال البداء في زمن الظهور ووقوع ما يخالف هذا الإدراك، ومن هنا لا يمكن الاعتماد على ذلك الاستنتاج.

۱۶ ـ تتجلّى حكمة النهي عن التوقيت من مجموع الروايات والثقافة السائدة على الأحاديث المهدويّة أيضاً ؛ لأنّ:

أ ـ زمن الظهور محدّد بالعلم الإلهيّ، ولا يعرفه أحد.

ب ـ بيان زمن الظهور إضلال للناس وإغواءٌ لهم بالجهل وسوقهم إليه، وتشمله آيات مثل: «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»^۲، و «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً».^۳

ج ـ زمن الظهور أمر مقدّس، فيغدو بنحوٍ طبيعيّ ذريعة بيد من يريد استغلال الأُمور المقدّسة لتمشية أهدافه السياسيّة والاجتماعيّة، لذلك ينبغي وقايته من هذه الآفة والتهديد.

د ـ التعيين المتعدّد لزمان الظهور وانكشاف خطئه في كلّ مرّة يُفضي إلى يأس عامّة الناس الذين سلّموا بكلّ شوق وأمل بيوم على أنّه اليوم الموعود، وجرّبوا خطأه مراراً، ومواصلة التعيين وانكشاف الخطأ ربّما يسيء إلى أصل عقيدة القيام المهدويّ.

وللاطّلاع على الحكمة من النهي عن التوقيت في الروايات، يكفينا مراجعة التوقيتات التي حصلت حتّى اليوم.

التوقيت على مرّ التاريخ^۴

تطالعنا نماذج عديدة من التوقيتات الإجماليّة والتفصيليّة على مرّ التاريخ عند دراسة