النهار.۱
والجواب: لو قصد بعمر الدنيا هو المدّة التاريخيّة والحضاريّة للبشر، فنظراً إلى التاريخ البشريّ البالغ عدّة آلاف من السنين سيشمل جزء هذا التاريخ الصغير عدّة قرون، ولو قصد به عمر الكرة الأرضيّة الطبيعيّ أو جميع الدنيا الذي يُقدّر بملايين السنين، فحينها يكون جزؤ الصغير آلاف السنين.
والترتيب التاريخيّ للأحداث المذكورة يوضّح بجلاء أنّ مدّة غيبة المهديّ عليهالسلام وظهوره وقيامه وحكومته لا تتطابق تماماً مع آخر الزمان، بل كلّ واحد منها جزء منه، ومقاطع متتالية من هذه الحقبة التاريخيّة.
وبعبارة أُخرى: لقد بدأ آخر الزمان قبل غيبة حجّة اللّه منذ عهد النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ويستمرّ حتّى عهد الظهور، وسيشمل أيّام القيام والحكومة والرجعة، ويمكن أيضاً تطابق نهاية الرجعة والحكومة التي يؤّسها الإمام المهديّ عليهالسلام مع آخر الزمان واتّصالها بالقيامة.
وبهذا التوضيح يمكن الفصل بين الأحداث الناظرة إلى أشراط الساعة والمنقولة في روايات عديدة، وبين الأحداث الناظرة إلى قيام المهديّ عليهالسلام، وبحث الأحداث المتعلّقة بالقيام فقط. وبتجميع هذه الأحداث، يمكن التوقّع التقريبيّ على نحو التخمين ببعد وقرب الظهور، ونحتاج في ذلك إلى تعيين مفهوم أوّل الزمان.
مفهوم أوّل الزمان
الأوّل والآخر مفهومان نسبيّان، ولذلك يقبل مفهومهما التغيّر نسبة إلى مبادئ القياس المختلفة، فمثلاً اعتبرت بعض الأحاديث النبيَّ الأكرم صلىاللهعليهوآله في أوّل الزمان، وظهور الإمام المهديّ عليهالسلام في آخر الزمان، منها الحديث التالي: