275
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وحكى حسن بن شاذان الواسطيّ في حديثٍ آخر عن الإمام الرضا عليه‏السلام أنّه عليه‏السلام أمره بالصبر حتّى قيام دولة الحقّ في جواب شكواه من ظلم أهل واسط، وتحدّث عن زمان يقوم فيه الظالمون من قبورهم، ويشهدون على صدق ما وعد به الأنبياء.۱

۳. نوعان من الموت

رسمت بعض الأحاديث نوعين من مغادرة الدنيا للمؤنين، وميّزت بين الميتة العاديّة والقتل استناداً إلى هذه الآية: «وَلَئِنْ مُتُّمْ أوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ»۲، وذكرت النوعين من الموت للمؤنين، فنقل زرارة حديثاً عن الإمام الباقر عليه‏السلام أنّه قال:

إنَّ مَن قُتِلَ لا بُدَّ أن يَرجِعَ إلَى الدُّنيا حَتّى يَذوقَ المَوتَ.۳

ونقل صفوان بن يحيى حديثاً آخر عن الإمام الرضا عليه‏السلام فقال: سمعته يقول في الرجعة:

مَن ماتَ مِنَ المُؤِنينَ قُتِلَ، ومَن قُتِلَ مِنهُم ماتَ.۴

۴. خصائص أهل الرجعة

خصّت أحاديث كثيرة مجموعات معيّنة بإمكانيّة الرجعة، إذ قصرتها على الخالصين من المؤنين والكفّار، وأمّا بقيّة أفراد المجموعتين فلا رجعة لهم.۵

1.. الكافي: ج ۸ ص ۲۴۷ ح ۳۴۶، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۸۹ ح ۸۷. ويفتقر هذا الحديث إلى سند قويّ؛ لعدمثبوت وثاقة محمّد بن سالم بن أبي سلمة مع كونه إماميّاً، ولكن يمكن اعتبار الحديث من الشواهد الداعمة لهذا الرأي إلى جانب روايات الباب.

2.. آل عمران: ۱۵۸.

3.. راجع: ص ۲۴۳ ح ۱۴۲۸.

4.. مختصر بصائر الدرجات: ص ۱۹، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۶۵ ح ۵۹.

5.. أحاديث هذا الباب وفيرة، راجع: مختصر بصائر الدرجات: ص ۲۴ و ۱۷۸ وتفسير القمّي: ج ۲ ص ۱۳۰ ودلائلالإمامة: ص ۴۴۷ ح ۴۲۴ وبحار الأنوار: ج ۶ ص ۲۹۲ و ج ۲۵ ص ۵۱ ج ۵۳ و ص ۳۹ و ۵۳ و ۶۱ و ج ۶۲ص ۱۹۳ ـ ۱۹۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
274

للمنصف المجافي للتعصّب أيّ شكّ في أنّها أمر محتوم وحقيقيّ من المنظار الإسلاميّ، فضمّت المؤلّفات الحديثيّة والتاريخيّة والكتب المؤّفة في باب الزيارات أحاديثَ كثيرة تشير إلى الرجعة بنحوٍ مباشر أو غير مباشر، وهذا الموضوع موجود في أحاديث أهل السنّة أيضاً.

تُقسم أحاديث الشيعة في هذا الباب إلى عدّة أقسام: فبعضها يتعلّق بأصل الرجعة، وبعض آخر بخصائصها، وتوجد في هذا المجال كثير من الأحاديث الصحيحة القابلة للاعتماد، وسنشير فيما يلي إلى بعض أقسامها:

۱. مشابهة هذه الأُمّة للأُمم السالفة

تقول مجموعة من الأحاديث: إنّ ما حدث في الأُمم السابقة سيحدث بعينه في هذه الأُمّة أيضاً، ومن جملة هذه الأُمور الرجعة۱. وما ينبغي ذكره هو أنّ هذه الأحاديث لو كان صدورها قطعيّا عن المعصوم، فهذا لا يعني أنّ جميع جزئيّات حياة تلك الأُمم ستتحقّق في هذه الأُمّة أيضاً، بل ظاهر هذه الأحاديث يشير إلى أُمور تتعلّق بالمسائل الدينيّة.

۲. بيان أصل الاعتقاد بالرجعة

نقل عبد اللّه‏ بن عطاء عن الإمام الباقر عليه‏السلام أنّه جاء جماعة من العراق لزيارة أبيه زين العابدين عليه‏السلام في منى، وسألوه عن حرب الأموات للأحياء، فاستبشر أبوه عليه‏السلام بوجود هذه العقيدة ـ عقيدة الرجعة ـ بينهم، وسُرَّ بذلك وأيّد أصل الموضوع.۲

1.. لهذه الأحاديث أسانيد ليست قويّة جدّاً، إذ يوجد مجاهيل بين رواتها، ومن جملتها: حديث نقله حسن بن الجهم عن الإمام الرضا عليه‏السلام في مجلس المأمون راجع: عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: ج ۱ ص ۲۱۶ ح ۱ وبحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۵۸ ح ۴۵.

2.. مختصر بصائر الدرجات: ص ۲۰، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۶۷ ح ۶۲. حظي رواة هذا الحديث بتأييد علماءالرجال، ولكن تردّد بعضهم في هويّة عبد اللّه‏ بن عطاء، أيّهم يكون؟ فهو غير معروف تماماً بسبب قلّة رواياته، مع أنّه لم يرد تضعيف في أيّ شخص سُمّي بعبد اللّه‏ بن عطاء، وهذا يقوّي الحديث بعض الشيء، وسيغدو مقبولاً لو دُعم بشواهد أُخرى.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8467
صفحه از 457
پرینت  ارسال به