219
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

ووفقا لبعض الأحاديث فإنّ الراية التي يرفعها اليمانيّ ومن يتبعه تكون أهدى في الوصول إلى الحقّ وإلى الإمام المهديّ عليه‏السلام من السيّد الحسنيّ وأصحابه.۱

لعلّ السبب في ذلك أنّ أصحاب السيّد الحسنيّ لا يكونون جميعا من جملة أنصار الإمام المهديّ عليه‏السلام ؛ بناءً على حديثٍ للإمام الصادق عليه‏السلام.۲

والنتيجة النهائيّة هي أنّ لهذه العلاّمة دليلاً معتبراً إلى جانب ظهور السفيانيّ وبعض العلامات الأُخرى، بالرغم من عدم إمكانيّة الاعتماد على الجزئيّات المطروحة في تلك النصوص، كما في العلامات السابقة.

۷. قيام الخراسانيّ

ذُكر قيام شخص باسم السيّد الخراسانيّ على لسان العامّة وفي المصادر المتأخّرة والمؤلّفات الجديدة، ويعدّ من أهمّ علامات الظهور.

ولكن ينبغي الالتفات في البداية إلى أنّ عنوان «السيّد» غير صحيح للخراسانيّ، ولا توجد كلمة عن سيادته أو كونه علويّاً في الروايتين أو الثلاث لهذه العلاّمة.

الحديث الأوّل للإمام الصادق عليه‏السلام حيث قال:

إنّ قُدّامَ هذَا الأَمرِ خَمسُ عَلاماتٍ: أُولاهُنَّ النّداءُ في شَهرِ رَمَضانَ، وخُروجُ السُّفيانِيِّ، وخُروجُ الخُراسانِيِّ، وقَتلُ النَّفسِ الزَكِيَّةِ، وخَسفٌ بِالبَيداءِ.۳

ضمّ سند هذا الحديث راويين ضعيفين، هما: محمّد الرازيّ وأبو سمينة۴، إضافة إلى أنّ المقصود من «هذا الأمر» لا يُقطع بكونه ظهور إمام العصر عليه‏السلام، بل يمكن أن يكون قد عنى

1.. راجع: ص ۱۸ ح ۱۱۴۳ الإرشاد وص ۶۷ ح ۱۲۳۲ (الغيبة للنعماني).

2.. الهداية الكبرى: ص ۴۰۲، مختصر بصائر الدرجات: ص ۱۸۸، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۱۴.

3.. راجع: ص ۱۸۱ ح ۱۴۰۰ .

4.. رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۲۲۶ و ۲۱۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
218

ولكن اعتبر بعض الأحاديث أنّ مضمون النداء السماويّ هو في أحقّيّة ولاية أمير المؤنين عليّ عليه‏السلام، وأنّ الشيطان سيقول: الحقّ مع عثمان (أو رجل من بني أُميّة)۱. أو يقول: إنّه قُتل مظلوماً.۲

ولا تعارض أو منافاة بين هاتين المجموعتين من الأحاديث ويمكن الجمع بينهما ؛ أي أنّ النداء باسم الإمام المهديّ عليه‏السلام والإمام عليّ عليه‏السلام صيحة ودعوة إلى الحقّ، ويمكن أن يرافق أحدهما الآخر. وكذلك النداء المخالف يدعو إلى الباطل، ويدافع عن الحزب العثمانيّ والسفيانيّ.

۶. قيام اليمانيّ

اليمانيّ هو الشخص الذي يبدأ حركته من اليمن۳، تزامناً مع تمرّد السفيانيّ۴ ويختلفان في أنّ تمرّد السفيانيّ يكون في مواجهة القيام المهدويّ، وأمّا اليمانيّ فهو من مؤديّ الإمام المهديّ عليه‏السلام ويدعو الناس إلى نصرة الإمام.۵

ولا تتوفّر معلومات كثيرة عن اليمانيّ، إلاّ أنّ قيامه إلى جانب تمرّد السفيانيّ وصيحة السماء وقتل النفس الزكيّة والخسف بجيش السفيانيّ في البيداء، كلّها من علامات الظهور المحتومة استناداً إلى حديث معتبر عن الإمام الصادق عليه‏السلام.۶

وقد اشتملت هذه الموسوعة على ثمانية أحاديث عن قيام اليمانيّ، ثلاثة منها معتبرة۷.

1.. راجع: ص ۸۴ ح ۱۲۶۵ الغيبة للنعماني وص ۸۸ (ارتياب المبطلين).

2.. راجع: ص ۸۷ ح ۱۲۷۲ الغيبة للطوسي والإرشاد، ج ۲، ص ۳۷۱.

3.. راجع: ص ۶۶ مبدأ قيام اليماني .

4.. راجع: ص ۶۷ (تقارن قيام اليمانيّ والسفيانيّ).

5.. راجع: ص ۶۷ راية اليمانيّ أهدى.

6.. راجع: ص ۶۵ خروج اليمانيّ من المحتوم.

7.. راجع: ص ۶۵ ح ۱۲۲۵ (كمال الدين) و ص ۶۵ ح ۱۲۲۶ (الكافي) و ص ۶۷ ح ۱۲۳۱ (الغيبة للطوسي).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8415
صفحه از 457
پرینت  ارسال به