وَوَضع ابنُ المرتضى (ت۸۴۰ه ) الشريفَ المرتضى في طبقات المعتزلة، حيث عدّه في الطبقة الثانية عشرة۱.
وقال أحمد أمين: «فقد ألَّف كثيرٌ من المعتزلة كتبَ تفسير كثيرة تبلغ المئات، ولكن لم يصلنا منها شيء، إنّما وَصَلَنا منها كتاب مجالس الشريف المرتضى، فقد كان يعقد مجالس يفسّر فيها القرآن والحديث واللّغة على طريقة المعتزلة، إذ كان هو بنفسه شيعياً معتزلياً...فالآيات التي ذكرها، فسَّرها تفسيراً يوافق الأصول الخمسة للمعتزلة»۲.
وقال الزركلي في ترجمته: «يقول بالاعتزال»۳.
وقال الذهبي (المعاصر) عنه: «وكان مع تشيّعه معتزلياً، مبالغاً في الاعتزال»۴.
وقال عند حديثه عن أمالي المرتضى: «ليس في الأمالي أثر للتشيّع، وإنّما فيه عزوُ أصول المعتزلة إلى الأئمّة من آل البيت علیهم السّلام. هذا وإنّا لا نكاد نجد أثراً ظاهراً للتشيّع فيما فسّره الشريف المرتضى من الآيات في أماليه، رغم أنّه من شيوخ الشيعة وعلمائهم، غير أنّا نجد منه محاولة جدّية يريد من ورائها أن يثبت أنّ أصول المعتزلة مأخوذة من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السّلام، ومن كلام غيره من أئمّة الشيعة وغيرهم»۵.
وقد انتقلت عدوى اتّهام الشريف المرتضى بالاعتزال إلى المستشرقين:
فقد قال جولد تسيهر: «إنّ محاولات المرتضى في تفسير القرآن أخذت من تفسير الأستاذ المعتزلي القديم، الجبّائي»۶، والظاهر أنّه يعني به أبا عليّ الجبّائي أحد رؤوس المعتزلة.
وقالت سوسنَّه ديفلد محقّقة كتاب طبقات المعتزلة: «والشريف المرتضى
1.. ابن المرتضى، طبقات المعتزلة، ص۱۱۷.
2.. أمين، ظهر الإسلام، ص۲۴۱-۲۴۲.
3.. الزركلي، الأعلام، ج۴، ص۲۷۸.
4.. الذهبي، التفسير والمفسّرون، ج۱، ص۴۰۴.
5.. المصدر السابق، ص۴۲۵-۴۲۶.
6.. خشيم، علي فهمي، الجبّائيان، ص۲۲۵، الهامش۲.