73
الشريف المرتضى و المعتزلة

بالاعتزال، وكان متكلّما»۱.

وقال عنه في كتاب آخر: «... وكان إمامياً، يُظاهر بالاعتزال»۲.

وعدّه الحاكم أبو سعد المحسن بن كرامة الجشمي (ت۴۹۴ه‍ ) في الطبقة الثانية عشرة من طبقات المعتزلة۳.

وقال ابن الجوزي (ت۵۹۷ه‍ ) في ترجمة المرتضى: «وكان يميل إلى الاعتزال، ويناظَر عنده في كلّ المذاهب، وكان يُظهر مذهبَ الإمامية، ويقول فيه العجب، وله تصانيف على مذهب الشيعة»۴.

وقال الذهبي (ت۷۴۸ه‍ ): «عليّ بن الحسين العلوي الحسيني الشريف المرتضى: المتكلّم الرافضي المعتزلي، صاحب التصانيف».۵

ونسب الصفدي (ت۷۶۴ه‍ ) إلى الخطيب البغدادي (ت۴۶۳ه‍ ) تلميذِ المرتضى أنّه قال عنه: «كتبتُ عنه، وكان رأساً في الاعتزال، كثيرَ الاطّلاع والجدل»۶. ولكن لم نعثر من هذه العبارة في تاريخ بغداد عند ترجمته للمرتضى، سوى على قوله: «كتبتُ عنه»۷، وقد يرجع هذا الأمر إلى اختلاف النسخ، أو أنّ الصفدي نقل العبارة من كتاب آخر من كتب البغدادي.

وقال ابن كثير (ت۷۷۴ه‍ ): «عليّ بن الحسين... الشريف الموسوي، الملقّب بالمرتضى،... وكان جيّد الشعر، على مذهب الإمامية والاعتزال، يناظِر على ذلك، وكان يناظَر عنده في كلّ المذاهب، وله تصانيف في التشيّع أصولاً وفروعاً»۸.

1.. ابن حزم الظاهري، جمهرة أنساب العرب، ص۶۳.

2.. ابن حزم الظاهري، الفِصل في المِلل والأهواء والنِحل، ج۴، ص۱۳۹.

3.. الحاکم الجشمي، شرح عيون المسائل، نقلاً من كتاب: رسائل العدل والتوحيد، ج۱، ص۵۷.

4.. ابن الجوزي، المنتظم، ج۱۵، ص۲۹۴.

5.. الذهبي، ميزان الاعتدال، ج۳، ص۱۲۴.

6.. الصفدي، الوافي بالوَفَيَات، ج۲۰، ص۲۳۱؛ ج۲۱، ص۷.

7.. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج۱۱، ص۴۰۱.

8.. ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج۱۲، ص۶۶.


الشريف المرتضى و المعتزلة
72

كما تحدّث بعض الكتّاب الشيعة المعاصرين عن وجود تأثّر للشيعة بالمعتزلة۱.

هذا بالنسبة إلى اتّهام الإمامية بصورة عامّة بالانتماء إلى الاعتزال، أو التأثّر به. وهناك إلى جانبه ادّعاءات بانتماء أشخاص محدّدين من متكلّمي الإمامية بتلك التهمة:

فقد عَدَّ القاضي عبد الجبّار (ت۴۱۵ه‍ ) أبا سهل وأبا محمّد النوبختيَّين في الطبقة التاسعة من طبقات المعتزلة، حيث قال: «ومنهم إمامية، كأبي سهل النيبختي، والحسن بن موسى»۲.

وقال ابن النديم (ت۴۳۸ه‍ ) عن أبي محمّد الحسن بن موسى النوبختي (ت بين۳۰۰و۳۱۰ه‍ ): «إنّ المعتزلة كانت تدّعيه، كما كانت الشيعة تدّعيه»۳.

وقال ابن حجر (ت۸۵۲ه‍ ) في ترجمة أبي سهل النوبختي: «كان من وجوه المتكلّمين، من أهل الاعتزال»۴.

كما نَسب بعضُ المعاصرين الشيخَ المفيدَ (ت۴۱۳ه‍ ) إلى التأثّر بمعتزلة بغداد۵.

۲. المرتضى والاعتزال

أمّا الشريف المرتضى (ت۴۳۶ه‍ ) - وهو الذي يشكّل محور بحثنا في هذا الكتاب - فقد اشتدّت عليه الوطأة في اتّهامه بالاعتزال أكثر من غيره من الإمامية، حيث نصَّ مُعظم من ترجم له من غير الإمامية على اعتزاله۶:

فقد قال ابن حزم (ت۴۵۶ه‍ ): «وكان المرتضى رئيس الإمامية، ويقول مع ذلك

1.. المدرّسي الطباطبائي، تطوّر المباني الفكرية للتشيّع، ص۱۷۸ - ۱۷۹.

2.. القاضي عبد الجبّار، طبقات المعتزلة (ضمن كتاب: فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة)، ص۳۲۱.

3.. ابن النديم، الفهرست، ص۲۲۵. وانظر: القاضي عبد الجبّار، طبقات المعتزلة، ص۱۰۴.

4.. ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج۱، ص۴۲۴.

5.. مكدرموت، نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد، ص۴۹۰ - ۴۹۱.

6.. ينبغي الإشارة هنا إلى أنّه لو كان المقصود بالاعتزال هنا، نوعاً من الاتّجاه الفكري الذي يؤمن باختيار الإنسان، والحسن والقبح العقليين، ولوازم ذلك، فإن كان هذا مجرد اصطلاح فلا بأس به، فإنّه لا مشاحّة في الاصطلاح، وإلّا إذا كان المقصود إفراغ فكر الشريف المرتضى من محتواه، وتحويله إلى فكر متطفّل يأخذ ما عنده من متكلّمي المعتزلة، لا من أهل البيت علیهم السّلام، فهذا أمر مرفوض، وبحاجة إلى تفصیل.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 932
صفحه از 275
پرینت  ارسال به