أمرٌ محتمل، وإنّما المتيقَّن أنّ المرتضى كان على اطّلاع كامل على إنتاج القاضي العلمي، وخاصّة كتابه الكبير المغني، حيث قام بنقضه في كتابيه الشافي والصرفة.
ومن جهة أخرى، يبدو أنّ القاضي كان على معرفة أيضاً بجهود المرتضى العلمية، حتّى قيل: «قال القاضي عبد الجبّار عندما وقف على كتاب جُمل العلم والعمل: لو لم يكن للسيّد المرتضى إلّا هذا المختصر، لفضل به على كلّ مصنّف»۱.
۲. أبو الحسين البصري (ت۴۳۶ه ): وهو من كبار المعتزلة، كان مقيماً في بغداد، وتوفّي في نفس السنة التي توفّي فيها المرتضى. لكن لم نعثر على علاقة مباشرة بين هاتين الشخصيتين، إلّا أنّه كان كلّ واحد منهما مطّلعا على النتاج العلمي للآخر، فقد كتب أبو الحسين نقضاً على كتاب الشافي للمرتضى، وقام بالردّ على كلامه۲. وبعد ذلك قام سلّار - أحد تلامذة المرتضى، ومن علماء ومتكلّمي الإمامية - بكتابة ردّ على نقض أبي الحسين، ودافع عن الشافي۳. ويقال إنّ سلّار كتب هذا الردّ بأمر من الشريف المرتضى نفسه۴. وهذا يعني أنّ الأخير كان على اطّلاع على ما كتبه أبو الحسين البصري.
۳. أبو رشيد سعيد بن محمّد النيسابوري (ت۴۴۰ه ): اطّلع المرتضى على أحد أعمال أبي رشيد النيسابوري - وهو أحد كبار معتزلة الريّ في عصر المرتضى -، فقام بالتعليق عليه في رسالة مختصرة تحت عنوان: نقد النيسابوري في تقسيمه للأعراض، قال في أوّلها: «تصفّحتُ الأوراق التي عملها أبو رشيد سعيد بن محمّد في ذكر أنواع الأعراض وأقسامها وفنون أحكامها، فوجدته قد أخلّ بأشياء كان يجب أن يذكرها كما ذكر ما يجري مجراها، وأخلّ أيضاً في تقسيماته بأقسام وتمثيلاته بأشياء لابدّ من ذكرها. وإنّي أشير إلى ذلك حتى تتكامل بما استدركته ولما تقدّمه جميعاً ما لابدّ منه
1.. الأفندي، رياض العلماء، ج۴، ص۶۲.
2.. ابن المرتضى، طبقات المعتزلة، ص۱۱۹.
3.. ابن شهرآشوب، معالم العلماء، ص۱۶۹.
4.. بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج۳، ص۱۱ (نقله عن الشيخ البهائي)؛ الخونساري، روضات الجنّات، ج۲، ص۳۶۰ (كما هو منقول من خطّ الشهيد الأوّل).