47
الشريف المرتضى و المعتزلة

أمرٌ محتمل، وإنّما المتيقَّن أنّ المرتضى كان على اطّلاع كامل على إنتاج القاضي العلمي، وخاصّة كتابه الكبير المغني، حيث قام بنقضه في كتابيه الشافي والصرفة.

ومن جهة أخرى، يبدو أنّ القاضي كان على معرفة أيضاً بجهود المرتضى العلمية، حتّى قيل: «قال القاضي عبد الجبّار عندما وقف على كتاب جُمل العلم والعمل: لو لم يكن للسيّد المرتضى إلّا هذا المختصر، لفضل به على كلّ مصنّف»۱.

۲. أبو الحسين البصري (ت۴۳۶ه‍ ): وهو من كبار المعتزلة، كان مقيماً في بغداد، وتوفّي في نفس السنة التي توفّي فيها المرتضى. لكن لم نعثر على علاقة مباشرة بين هاتين الشخصيتين، إلّا أنّه كان كلّ واحد منهما مطّلعا على النتاج العلمي للآخر، فقد كتب أبو الحسين نقضاً على كتاب الشافي للمرتضى، وقام بالردّ على كلامه۲. وبعد ذلك قام سلّار - أحد تلامذة المرتضى، ومن علماء ومتكلّمي الإمامية - بكتابة ردّ على نقض أبي الحسين، ودافع عن الشافي۳. ويقال إنّ سلّار كتب هذا الردّ بأمر من الشريف المرتضى نفسه۴. وهذا يعني أنّ الأخير كان على اطّلاع على ما كتبه أبو الحسين البصري.

۳. أبو رشيد سعيد بن محمّد النيسابوري (ت۴۴۰ه‍ ): اطّلع المرتضى على أحد أعمال أبي رشيد النيسابوري - وهو أحد كبار معتزلة الريّ في عصر المرتضى -، فقام بالتعليق عليه في رسالة مختصرة تحت عنوان: نقد النيسابوري في تقسيمه للأعراض، قال في أوّلها: «تصفّحتُ الأوراق التي عملها أبو رشيد سعيد بن محمّد في ذكر أنواع الأعراض وأقسامها وفنون أحكامها، فوجدته قد أخلّ بأشياء كان يجب أن يذكرها كما ذكر ما يجري مجراها، وأخلّ أيضاً في تقسيماته بأقسام وتمثيلاته بأشياء لابدّ من ذكرها. وإنّي أشير إلى ذلك حتى تتكامل بما استدركته ولما تقدّمه جميعاً ما لابدّ منه

1.. الأفندي، رياض العلماء، ج۴، ص۶۲.

2.. ابن المرتضى، طبقات المعتزلة، ص۱۱۹.

3.. ابن شهرآشوب، معالم العلماء، ص۱۶۹.

4.. بحر العلوم، الفوائد الرجالية، ج۳، ص۱۱ (نقله عن الشيخ البهائي)؛ الخونساري، روضات الجنّات، ج۲، ص۳۶۰ (كما هو منقول من خطّ الشهيد الأوّل).


الشريف المرتضى و المعتزلة
46

(ت۴۴۹ه‍ )۱، ۳۶. محمّد بن محمّد البصروي (ت۴۴۳ه‍ )‍ صاحب الإجازة من المرتضى في رواية مؤلّفاته۲، ۳۷.عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني المروزي، المعمَّر ۱۱۵ سنة، تتلمذ على يد المرتضى والطوسي۳، وهناك حديث نقله أبو الصمصام بسنده عن المرتضى۴، ۳۸. الشيخ الثقة العين أبو الفرج المظفّر بن عليّ بن الحسين الحمداني، من سفراء الإمام صاحب الزمان، أدرك الشيخ المفيد وقرأ عليه وجلس في مجلس درس المرتضى والطوسي، ولكن لم يقرأ عليهما۵، ۳۹. هبة الله بن الحسن المعروف بابن الحاجب (ت۴۲۸ه‍ )، ۴۰. يعقوب بن إبراهيم الفقيه البيهقي، راوية ديوانه۶.

۶. المرتضى ومعاصروه من المعتزلة

لقد عاصر المرتضى عدداً من كبار وعظماء المعتزلة الذين تركوا أثرهم البالغ على من جاء بعدهم، ولكن بعد مراجعة تاريخ حياة المرتضى نجد أنّ الثابت هو أنّ علاقته بمعاصريه من المعتزلة كانت عن طريق قراءة كتبهم، والاطّلاع على نتاجهم الفكري، فالمرتضى لم يكن غائباً عن النتاج الفكري للمعتزلة، بل كان على معرفة كاملة به، فقد كانت تصل إليه كتب المعتزلة فيقرؤها ويناقشها أو يعلّق عليها، ولم نطّلع على أنّه درس على يد متكلّم معتزلي كبير، إلّا ما تقدّم من تتلمذه علیٰ النصيبي، واحتمال تتلمذه على يد القاضي عبد الجبّار، والذي بقي أمراً محتملاً يحتاج إلى قرائن أكثر للتأكّد منه. وإليكم أسماء المعتزلة المعاصرین للمرتضى، والذین كان مطّلعاً على إنتاجهم العلمي، وذلك كما يلي:

۱.القاضي عبد الجبّار المعتزلي (ت۴۱۵ه‍ ): تقدّم أنّ تتلمذ المرتضى على يد القاضي

1.. الرازي، الفهرست، ص۱۰۰.

2.. الأفندي، رياض العلماء، ج۴، ص۳۸-۳۹.

3.. الرازي، الفهرست، ص۶۲.

4.. الشهيد الأوّل، الأربعون حديثاً، ص۳۸، الحديث الحادي عشر.

5.. الرازي، الفهرست، ص۱۰۱.

6.. المرتضى، مسائل الناصريات (مقدّمة التحقيق)، ۲۱-۲۵.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1008
صفحه از 275
پرینت  ارسال به