۷. تابع المرتضى المعتزلة في بعض النظريات، مثل حقيقة صفات السمع والبصر، والإرادة، والاستطاعة، وتقدّم القدرة على الفعل، ففي هذه المسائل وافق المعتزلة بشكل كامل، وهو في هذه المسائل كان تابعاً للمعتزلة بلا شكّ. كما يمكن اعتباره تابعاً لهم في نظرية الأحوال، لكن تقدّم تشكيكنا في إيمانه بأصل هذه النظرية.
ومن المسائل التي تابَعَ المرتضى المعتزلة فيها، بعضُ المسائل التي تعتبر مقدّمات لمسائل كلامية أخرى، مثل تعريف العلم وأقسامه، وتعريف النظر وشروطه، وبحث الخاطر، والتكليف وشروطه، واللّطف، حيث تابع المرتضى في بعض تفاصيل اللّطف أبا عبد الله البصري على حساب أبي هاشم الجبّائي.
هذه من الملاحظات التي قلّما يشار إليها، وهي تقع عند وجود خلاف في الرأي بين أبي هاشم الجبّائي وتلميذه أبي عبد البصري المعروف بـ «جُعَل»، فإنّ المرتضى يقف عادة إلى جانب البصري ويرفض رأي أبي هاشم، كما في مسألة شرط النظر، وبعض تفاصيل اللّطف كما تقدّم.
۸. لقد تابع المرتضى البصريين من المعتزلة على حساب البغداديين منهم في مسائل حقيقة السمع والبصر، والإرادة، ووجوب اللّطف في الدين، وعدم وجوب الأصلح في الدنيا، وحقيقة الإنسان.
والنتيجة: أنّ مجرّد موافقة المرتضى لآراء المعتزلة لا يعني أنّه تابع لهم فيها، بل لهذا الأمر صور وحالات مختلفة، قد يكون في بعضها تابعاً لهم، وقد لا يكون كذلك.
رابعاً: لقد اختلف المرتضى مع المعتزلة في مسائل كثيرة من النبوّة والإمامة والمعاد - تقدّم بعضها -، مثل ظهور المعجزات على يد غير الأنبياء علیهم السّلام، وجهة إعجاز القرآن، وعصمة الأنبياء علیهم السّلامعن الصغائر المُرذِلة، والوجوب العقلي للإمامة وطريقة الاستدلال على ذلك، والنصّ على الإمام، وحقيقة الإيمان والكفر، ومباحث الوعد والوعيد، والموافاة والإحباط، والتوبة، والشفاعة.
خامساً: تقدّم أنّ المُراجع لآراء وأفكار المرتضى الكلامية يرى أنّه يقترب من المعتزلة في أبحاث التوحيد والعدل، لكنّه يبتعد عنهم ويخالفهم في الكثير من أبحاث النبوّة