على عدم زوال الثواب، والإجماع كاشف عن رأي المعصوم، ولا يمكن مخالفة رأي المعصوم بأيّ حال من الأحوال.
مُسقطات العقاب: يرى المرتضى أنّ العقاب لا يزيله إلّا عفو مالكه عنه، فالذي يملك العفو هو الوحيد الذي يستطيع أن يزيل العقاب، ولا توجد طريقة أخرى لإزالة العقاب، وقد نسب المرتضى ذلك إلى الإمامية۱. ويُفهم من ذلك أنّ عفو مَن بيده العفو يمكن أن يحصل من خلال التفضّل أو التوبة أو الشفاعة، لکنّ هذهِ الأمور لا توجب العفو على مَن بيده العفو، وإنّما هي عامل مساعد عليه. إذن الطريق الوحيد لزوال العقاب هو عفو مَن بيده العفو.
أمّا المعتزلة فقالوا إنّ العقاب يزول بالتفضّل، كما يزول بالندم - وهو التوبة - لكن على نحو الوجوب. كما أنّ عقاب المعاصي الصغيرة يزول إذا زاد ثواب الطاعات على عقاب المعصية، وهو الذي يسمّى: «التكفير»، وهو عكس «التحابط»، والذي يعني زوال الثواب بالعقاب۲.
أمّا الشفاعة عندهم فهي غير مسقطة للعقاب، وإنّما هي رافعة للدرجات۳، فلا تدخل من وجهة نظرهم في ضمن مُسقطات العقاب.
وعلى أيّ حال، فمُسقطات العقاب بصورة عامّة هي: التفضّل، والتوبة، والشفاعة، والتكفير.
وفي ما يلي نتعرّض إلى بحث أهمّ المُسقطات للعقاب وهي التوبة والشفاعة، ونبيّن الخلاف حول حقيقتهما بين المرتضى والمعتزلة. أمّا التكفير فقد تقدّم الحديث عنه ورفض المرتضی له، وذلك عند الكلام عن التحابط؛ فالتكفير والتحابط متعاكسان ومتقابلان، وروحهما واحدة، فلا حاجة إلى إعادة الكلام. وأمّا التفضّل فواضح.
التوبة: ذهب المرتضى إلى أنّ التوبة - والتي تعني الندم على الفعل القبيح، والعزم على