وذلك بشرط أن يرافقه الإيمان۱.
ويؤيّد ذلك بعض الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت علیهم السّلام، مثل ما رواه إبراهيم بن العبّاس، قال: كنّا في مجلس الرضا علیه السّلام، فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها: إنّها لا تُغفَر، فقال الرضا علیه السّلام: «قال أبو عبد الله علیه السّلام: قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال الله عز و جل: (إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ)»۲.
وروى محمّد بن أبي عمير، قال: سمعت موسى بن جعفر علیهما السّلام يقول: «لا يخلّد الله في النار إلّا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يُسئل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى: (إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفَّرْ عَنْكُمْ سَيَّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)»۳.
أمّا المعتزلة فقد تحدّثوا كثيراً عن دوام عقاب مرتكبي المعاصي كلّها، وإن لم تكن كفراً۴، سوى أنّهم ركّزوا على مرتكبي الكبائر (الفسّاق)؛ باعتبار أنّهم ذهبوا إلى أنّ الصغائر يمكن أن تُحبَط ويزول أثرها إذا كان في مقابلها طاعات أكثر منها أو تساويها، كما سيأتي إن شاء الله في بحث التحابط.
إذن لقد ركّز المعتزلة بحثهم على الكبائر، وقالوا بخلود مرتكب الكبيرة (الفاسق) في جهنّم۵. فهذه إحدی نقاط الاختلاف بين المرتضى والمعتزلة.
ج - مُسقطات الثواب والعقاب
اختلف المرتضى مرّة أخرى مع المعتزلة حول الأمور المسقطة للثواب والعقاب، وهذه الأمور هي:
مُسقطات الثواب (التحابط): رفض المرتضى - ناسباً ذلك إلى الإمامية - أن