23
الشريف المرتضى و المعتزلة

القاسم المرتضى، حاز من العلوم ما لم يُدانِهِ فيه أحد في زمانه، وسَمع من الحديث فأكثر. كان متكلّماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا»۱.

وقال الشيخ الطوسي عنه: «متوحّدٌ في علوم كثيرة، مُجمَعٌ على فضله، مُقدّمٌ في العلوم، مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللّغة وغير ذلك. له ديوان شعر يزيد على ألف بيت. وله من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير»۲.

وقال الثعالبي: «وقد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم. وله شعر في نهاية الحسن»۳.

وقال ابن بسّام الأندلسي في أواخر كتاب الذخيرة في وصفه: «كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماؤها، وعنه أخذ عظماؤها. صاحب مدارسها، وجماع شاردها وآنسها. ممّن سارت أخباره، وعرفت له أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره. إلى تواليفه في الدين، وتصانيفه في أحكام المسلمين، مما يشهد أنّه فرع تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل»۴.

وقد وصفه العلّامة الأميني بكلام رائع، آثرنا ذكره هنا، حيث قال: «لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجَّل، كما أنّه لا لوم على المدرة اللسِن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه، فإنّ نواحي فضله لا تنحصر بواحدة، ولا إنّ مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوّه، ويتحرّى الإبانة عنها الكاتب المتشدَّق، أو يلقى عنها الخطيب المفصِح. فإلى أيّ منصّة من الفضيلة نَحوتَ فله فيها الموقف الأسمى، وإلى أيّ صهوة وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنع، فهو إمام الفقه، ومؤسّس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة،

1.. النجاشي، رجال النجاشي، ص۲۷۰.

2.. الطوسي، الفهرست، ص۱۶۴.

3.. الثعالبي، يتيمة الدهر (التتمة)، ج۵، ص۶۹.

4.. نقله عنه ابن خلکان في وَفَيَات الأعيان، ج۳، ص۳۱۴.


الشريف المرتضى و المعتزلة
22

وقد ذكر الشريف المرتضى نسبه من خلال سند حديثٍ نقله عن آبائه واحداً واحداً إلى أن يصل الى الأئمة علیهم السّلام، فقد نقل الحلواني عنه، وقال: حدّثني الشريف الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدَين أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي رضی الله عنه في داره ببغداد في بركة زلزل في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وأربعمائة، قال: حدّثني أبي الحسين بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن إبراهيم، قال: حدّثني أبي إبراهيم بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: «زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب علیه السّلام»۱.

وأمّا أمّه فهي فاطمة بنت أبي محمّد الحسن (المعروف بالناصر الصغير، توفّي سنة ۳۶۸ه‍ ، وصار نقيباً للطالبيين سنة ۳۶۲ه‍  عند اعتزال الشريف الطاهر - والد الشريف المرتضى - للنقابة) بن أبي الحسين أحمد (صاحب جيش أبيه الناصر الكبير) بن أبي محمّد الحسن الأطروش (صاحب الديلم، المعروف بالناصر الكبير، والأُطروش، والأصمّ) بن أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام۲.

۲. كلمات العلماء في حقّه

قال النجاشي: «عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام، أبو

1.. الطبري، بشارة المصطفى، ص۱۰۵.

2.. المرتضى، مسائل الناصريات، ص۶۲، ذكر المرتضى نسبه من جهة أمّه في هذا الكتاب بالتفصيل.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1085
صفحه از 275
پرینت  ارسال به