القاسم المرتضى، حاز من العلوم ما لم يُدانِهِ فيه أحد في زمانه، وسَمع من الحديث فأكثر. كان متكلّماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا»۱.
وقال الشيخ الطوسي عنه: «متوحّدٌ في علوم كثيرة، مُجمَعٌ على فضله، مُقدّمٌ في العلوم، مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللّغة وغير ذلك. له ديوان شعر يزيد على ألف بيت. وله من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير»۲.
وقال الثعالبي: «وقد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم. وله شعر في نهاية الحسن»۳.
وقال ابن بسّام الأندلسي في أواخر كتاب الذخيرة في وصفه: «كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماؤها، وعنه أخذ عظماؤها. صاحب مدارسها، وجماع شاردها وآنسها. ممّن سارت أخباره، وعرفت له أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره. إلى تواليفه في الدين، وتصانيفه في أحكام المسلمين، مما يشهد أنّه فرع تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل»۴.
وقد وصفه العلّامة الأميني بكلام رائع، آثرنا ذكره هنا، حيث قال: «لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجَّل، كما أنّه لا لوم على المدرة اللسِن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه، فإنّ نواحي فضله لا تنحصر بواحدة، ولا إنّ مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوّه، ويتحرّى الإبانة عنها الكاتب المتشدَّق، أو يلقى عنها الخطيب المفصِح. فإلى أيّ منصّة من الفضيلة نَحوتَ فله فيها الموقف الأسمى، وإلى أيّ صهوة وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنع، فهو إمام الفقه، ومؤسّس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة،