143
الشريف المرتضى و المعتزلة

الحركة والسكون والافتراق والائتلاف. ۲. إنّ هذه المعاني مُحدَثة. ۳. إنّ الجسم لا يخلو منها. ۴. إنّ ما لم يسبق المحدَث يجب أن يكون مُحدَثاً مثله۱.

المرحلة الثانية: حاجة الأجسام إلى مُحدِث

ويبتني هذا البرهان على أربع مقدّمات أيضاً هي: ۱. إنّ ههنا معاني مُحدَثة، ۲. إنّ هذه المعاني متعلّقة بنا ومحتاجة إلينا، ۳. إنّها إنّما احتاجت إلينا بسبب حدوثها لا غير، ۴. إنّ ما يشاركها في الحدوث بحاجة إلى مُحدِث۲.

ثانياً: الصفات الإلهية

بعد إثبات المُحدِث ينبغي الحديث عن باقي صفاته كي تكتمل الصورة عن الله تبارك وتعالى. وفي الحقيقة لا يمكن الحديث عن تأثّر المرتضى بالمعتزلة في إثبات أصل الصفات الإلهية لله تعالى، كأصل صفة القدرة والعلم والحياة والسمع والبصر والإرادة والكلام وغيرها، فإنّ إثبات هذه الصفات لله تعالى ليس حِكراً على المعتزلة، بل هي صفات اتّفق عليها المسلمون، وقد جاء ذكرها في القرآن. كما لا يصحّ الحديث عن تأثّر المرتضى بالمعتزلة في نوع الاستدلال على الصفات الإلهية؛ وذلك لأنّه تقدّم أنّ حديثنا يدور حول التأثّر في نفس النظريات الكلامية لا في الأدلّة التي تقام عليها، فإنّ استعارة الأدلّة أمر معروف ومقبول، ولا يعني التأثّر. فيبقى أن نبحث عن وجود تأثّر في بيان حقيقة بعض الصفات؛ فإنّه يوجد شَبَه في بيان حقيقة بعض الصفات بين المرتضى والمعتزلة ينبغي الإشارة إليها لمعرفة أنّه هل يوجد بينهما تأثّر واقتباس في الأفكار أم لا.

وقبل ذلك ينبغي التطرّق لبعض الأبحاث العامّة حول الصفات الإلهية، وذلك كالتالي:

۱. توقيفية الأسماء والصفات

هل يجوز وصف الله تعالى وتسميته بأوصاف وأسماء لم ترد في الشرع، وإنّما المبرّر

1.. المرتضى، شرح جُمَل العلم والعمل، ص۳۹.

2.. المصدر السابق، ص۴۳.


الشريف المرتضى و المعتزلة
142

الثانية: إثبات أنّ الأجسام بحاجة إلى مُحدِث وخالق.

وكلا المرحلتين بحاجة إلى برهان مكوّن من أربع مقدّمات. والجدير بالذكر أنّ الاستدلال بحدوث الأجسام على وجود المُحدِث ليس فكرة معتزلية خالصة، بل هي فكرة موجودة في ثنايا روايات أهل البيت علیهم السّلام۱، وبذلك لا يصحّ عدُّ المرتضى متأثّراً بالمعتزلة في تبنّيه لهذا البرهان، وأنّه لولاهم لَمَا وجَّه اهتمامه إليه، ما دام هناك مصدر فكري آخر هو أولى من غيره أن يكون مصدراً لفكر المرتضى، وهو روايات أهل البيت علیهم السّلام.

نعم إنّ صياغة برهان حدوث الأجسام والوصول من خلاله إلى إثبات المُحدِث هو من نتاج الفكر المعتزلي، وقد نسبت صياغة هذا البرهان إلى أبي الهذيل العلّاف۲.

وعلی أيّ حال فبرهان إثبات المُحدِث لا يرمي إلّا إلى إثبات أنّ هناك مُحدِثاً وموجِداً للأجسام، أمّا ما هي صفاته، وهل هو قديم، أو قادر، أو عالم، أو غير ذلك فهو ممّا يأتي في بحث الصفات.

وبما أنّ هذا البرهان لا يُثبت إلّا وجود مُحدِث للأجسام، لذلك لا يصحّ أن يقال إنّ هذا البرهان هو برهان إثبات وجود الله تعالى كما فعل بعض الكتَّاب۳، وإنّما هو مجرّد برهان لإثبات مُحدِث الأجسام، ولا يمكن الحديث عن الله تعالى إلّا بعد إثبات بعض الصفات كالقدرة والعلم والحياة، وأمّا مجرّد إثبات أنّ هناك مُحدِثاً للعالَم لا يدلّ على أنّه هو الله تعالى القادر العالم الحيّ، بل يَثبت ذلك من خلال براهين أخرى.

ونشير في ما يلي باختصار إلى برهان إثبات المُحدِث بمرحلتيه:

المرحلة الأولى: إثبات حدوث الأجسام

يبتني هذا البرهان على أربع مقدّمات هي: ۱. إنّ ههنا معاني غير الأجسام، وهي

1.. الصدوق، التوحيد، ص۳۶ - ۳۷.

2.. النيسابوري، التوحيد، ص۱۰۱.

3.. أسعدي، سيد مرتضى (بالفارسية)، ص۱۶۱.

  • نام منبع :
    الشريف المرتضى و المعتزلة
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 955
صفحه از 275
پرینت  ارسال به