فيرجع إلى فهم عُرفي للمسألة، فالعُرف لا يسمّي الأشياء الخارجة عن الإرادة بأنّها ضرورية مثل «اللّون» أي لون البشرة، فلا يقال له: «لون ضروري»، رغم أنّه قد فعله الله تعالى فينا، ولا يمكننا دفعه عن أنفسنا، وإنّما العُرف يسمّي الأشياء الإرادية - إذا خرجت عن الإرادة - ضرورية فيقول: «حركة ضرورية»۱.
۲. كسبي: وهذا العلم عكس الضروري، فهو «ما يمكن العالم به نفيَه عن نفسه بإدخال الشبهة إذا انفرد». وقد اتّضح من تعريف العلم الضروري حقيقة هذا التعريف، فلا مبرّر للإعادة.
أقسام العلم الضروري
ينقسم العلم الضروري إلى قسمين رئيسيين:
القسم الأوّل: ما يقع بسبب، بحيث لولا هذا السبب لم يتحقّق العلم، وهو على قسمين:
أحدهما: يجب تحقّقه عند تحقّق سببه، مثل العلم بالمشاهدات في الحالات العادية، عندما يكون الشخص كامل العقل، مع عدم الشبهة واللّبس.
والآخر: يتحقّق عند تحقّق سببه بالعادة لا بالوجوب، وهو على قسمين أيضاً:
أوّلهما: العادة فيه على منوال واحد، ولا اختلاف فيها بين أفراد البشر، مثل حصول العلم بالبلدان الكبيرة والحوادث المشهورة. وقد تقدّم أنّ للشريف المرتضى تشكيكاً في كون هذا القسم من العلم ضرورياً أو مكتسباً۲.
وثانيهما: وهو الذي تختلف فيه العادة من شخص لآخر، مثل حفظ ما يُدرس، أو العلم بالصناعات عند ممارستها، فقد يحصل العلم عند الدراسة، أو ممارسة الصناعة لشخص، ولا يحصل لآخر.
القسم الثاني: يحصل لدى العاقل ابتداء ومن دون سبب، مثاله: العلم بأنّ