وذلك في سبيل تغييب الصورة المشرقة للتشيّع، وإغراقها في ظلام دامس.
ولكنّ الشيعة الإمامية ومن خلال الاعتماد على المعارف القرآنية الأصيلة ومدرسة أهل البيت علیهم السّلام الرائعة، تمكّنوا من تكوين رصيد كبير لأجل الدفاع عن مُنجزات النهضة النبوية، وبذلك أثبتوا ريادتهم في مجال الدفاع عن الإسلام الأصيل ونشر أفكاره.
لكن وللأسف، لقد مارس الأعداء منذ القِدَم أساليب ناشئة من الحقد والجهل، فوجّهوا حربة عدائهم إلى وجه أطهر أتباع الوحي، وغطّوا حقائق التاريخ بتصوّراتهم الخاطئة، وقطعوا أصوات المخالفين بواسطة البطش السياسي، واستعانوا بفرصة توفّر المال واستتباب الأمن لنشر أفكارهم بكلّ راحة بال، حتّى أدّى ذلك إلى تكوين صورة جديدة لتاريخ الإسلام والمسلمين ما زالت المجتمعات والثقافة الإسلامية تعاني من آثارها السيئة، فقد غدت آثارها من تكفير وتطرّف تهدّد البشرية جمعاء.
نعم لقد أثّرت هذه الرؤية المَقيتة على الثقافة الإسلامية بحيث فرضت نفسها على أغلب مصادر التاريخ والفِرق الأُمّ، ولذلك أخذ الباحثون - سواء من أجانب فضوليين أو مسلمين من ضعفاء النفوس - يعثرون في هذه المصادر على مستمسكات حول تاريخ الإسلام والتشيّع، لا يمكن محوها بسهولة.
ومن جهة أخرى، لقد سنحت في العقود الأخيرة فرصة مناسبة للشيعة كي يقوموا بتعريف أنفسهم للآخرين، ويُخرجوا مدرسة أهل البيت علیهم السّلام من الظلم الذي حاق بها، ليوفّروا بذلك أرضية مناسبة لتعرّف الكثيرين على تعاليم الاسلام النقيّة. ولكن لقد عاق التخلفُ التاريخيُّ للمجتمع الشيعي - الذي يعود إلى أسباب داخلية وخارجية - عن تقديم هذه الصورة، وعَرْض صورة جديدة وخالية من الشوائب عن ثقافتنا وهويّتنا. ومن الواضح أنّه لأجل تحقيق هذا الهدف ينبغي العكوف على بحث العديد من المسائل والمواضيع، وطرح الكثير من الأبحاث الضرورية على طاولة البحث. إنّ هذا العمل يتطلّب بسبب سعته تقديمَ