الفصل الأوّل:
التكوين الفكري للمرتضى
نحاول في هذا الفصل أن نتعرّض لدراسة العوامل التي أسهمت في تكوين فكر المرتضى، أو قُل دراسة المصادر التي اعتمدها المرتضى لبناء فكره ومدرسته الكلامية التي تميّز بها. ويعنينا من فكر المرتضى في دراستنا هذه، فِكرُه الكلامي العقائدي على الخصوص؛ فبحثنا منصبٌّ على دراسة مدرسة المرتضى الكلامية، ومعرفة مقدار تأثّرها بالمدرسة الاعتزالية التي عاصرها وتعايش معها. ولهذا لا يهمّنا هنا التعرّض لتفاصيل حياته، أو لتخصّصاته الأخرى كالفقه، والأصول، والأدب إلّا بما يمدّنا بوسيلة لمعرفة تلك العوامل، والمصادر الفكرية المرتبطة بعلم الكلام. ولم نسهب في بيان تفاصيل حياته ودقائقها إلّا في بعض الأحيان، فإنّ لذلك مجاله الخاصّ.
۱. أُسرة المرتضى
ولد الشريف المرتضى في بغداد سنة ۳۵۵ه ، في أسرة عريقة في الشرف والسيادة، فهو علوي من جانب أبيه وأمّه معاً، ولذلك لُقّب بذي المجدَين.
فهو أبو القاسم عليّ بن الشريف أبي أحمد الحسين نقيب الطالبيين (الشريف الطاهر) بن موسى الأبرش بن محمّد الأعرج بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام۱.