الموجود لا يخلو من قِدم أو حدوث، أو أنّ المعلوم لا يخلو من عدم أو وجود، واستحالة كون الجسم الواحد في مكانين في حالة واحدة۱.
أقسام العلم المكتسب
وينقسم العلم المكتسب إلى قسمين:
الأوّل: ما يحصل نتيجة النظر في الدليل، وهو الذي سوف يأتي الحديث عنه بعد قليل إن شاء الله تعالى.
الثاني: ما يحصل من دون نظر، وهو العلم الذي يحصل عند الإنسان عند استيقاظه من النوم، فإنّه عند النوم يزول العقل والعلوم التي كان يمتلكها الإنسان - وذلك بحسب التعريف المتقدّم عن العقل الذي كان عبارة عن «مجموعة علوم» -، لكنّه ما أن ينتبه من نومه ويتذکّر نظره واستدلاله السابق، فإنّه يحصل عنده علم واعتقاد بكلّ ما كان يعتقده ويعلم به قبل نومه، فإنّ الدواعي إلى هذا النوع من العلم قوية.
ولأجل إيضاح القسم الأوّل من العلم المكتسب، وهو الحاصل نتيجة النظر والاستدلال ينبغي استعراض موضوع مستقلّ من خلال البحث التالي:
النظر: بما أنّ معرفة الله تعالى والتي تعتبر الهدف من البحث عن العلم وأقسامه، معرفة اكتسابية يتمّ تحصيلها واكتسابها من خلال الاستدلال والنظر، لذا اكتسب البحث عن «النظر» مكانة خاصّة بین المتكلّمين. فالنظر عندهم عبارة عن الفكر۲، بمعنى التأمّل في الشيء المفكَّر فيه. ومن شأن النظر أن ينتج ويولّد العلم، لا الظنّ ولا الشكّ ولا الجهل۳.
وذهب الجبّائيان أبو عليّ وأبو هاشم إلى أنّ شرط النظر الشكّ في المنظور فيه. وهدفهم من هذا البحث بيان أنّ النظر لا يجتمع مع العلم بالمنظور فيه؛ وذلك لأنّ الهدف