221
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

بَعْدَ ذلِكَ دَحاها۳۰)

۳۰۸.طریق ۴، عَن مُحَمَّدِ بنِ داودَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَطِيَّةَ، قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلىٰ أبي جَعفَرٍ علیه السلام مِن أهلِ الشّامِ مِن عُلَمائِهِم، فَقالَ: يا أبا جَعفَرٍ، جِئتُ أسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ قَد أعيَت عَلَيَّ أن أجِدَ أحَداً يُفَسِّرُها، و قَد سَألتُ عَنها ثَلاثَةَ أصنافٍ مِنَ النّاسِ، فَقالَ كُلُّ صِنفِ مِنهُم شَيئاً غَيرَ الَّذي قالَ الصِّنفُ الآخَرُ!
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: ما ذاكَ؟ قالَ: فَإنّي أسألُكَ عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللّٰهُ مِن خَلقِهِ، فَإنَّ بَعضَ مَن سَألتُهُ قالَ: القَدَرُ، و قالَ بَعضُهُم: القَلَمُ، و قالَ بَعضُهُم: الرّوحُ!
فَقالَ أبو جَعفَرٍ علیه السلام: ما قالوا شَيئاً، اُخبِرُكَ أنَّ اللّٰهَ تَبارَكَ و تَعالىٰ كانَ و لا شَيءٌ غَيرَهُ، و كانَ عَزيزاً و لا أحَدَ كانَ قَبلَ عِزِّهِ، و ذٰلِكَ قَولُهُ: (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)۱، و كانَ الخالِقُ قَبلَ المَخلوقِ، و لَو كانَ أوَّلُ ما خَلَقَ مِن خَلقِهِ الشَّيءَ مِنَ الشَّيءِ، إذاً لَم يَكُن لَهُ انقِطاعٌ أبَداً و لَم يَزَلِ اللّٰهُ إذاً و مَعَهُ شَيءٌ لَيسَ هُو يَتَقَدَّمُهُ، و لٰكِنَّهُ كانَ إذ لا شَيءَ غَيرَهُ، و خَلَقَ الشَّيءَ الَّذي جَميعُ الأشياءِ مِنهُ، و هُوَ الماءُ الَّذي خَلَق الأشياءَ مِنهُ، فَجَعَلَ نَسَبَ كُلِّ شَيءٍ إلىٰ الماءِ، و لَم يَجعَل لِلماءِ نَسَباً يُضافُ إلَيهِ. و خَلَقَ الرّيحَ مِنَ الماءِ، ثُمَّ سَلَّطَ الرّيحَ عَلىٰ الماءِ، فَشَقَّقَتِ الرّيحُ مَتنَ الماءِ حَتّىٰ ثارَ مِنَ الماءِ زَبَدٌ عَلىٰ قَدرِ ما شاءَ أن يَثورَ، فَخَلَقَ مِن ذٰلِكَ الزَّبَدِ أرضاً بَيضاءَ نَقِيَّةً لَيسَ فيها صَدعٌ و لا ثَقبٌ و لا صُعودٌ و لا هُبوطٌ و لا شَجَرَةٌ، ثُمَّ طَواها فَوَضَعَها فَوقَ الماءِ. ثُمَّ خَلَقَ اللّٰهُ النّارَ مِنَ الماءِ، فَشَقَّقَتِ النّارُ مَتنَ الماءِ حَتّىٰ ثارَ مِنَ الماءِ دُخانٌ عَلىٰ قَدرِ ما شاءَ اللّٰهُ أن يَثورَ، فَخَلَقَ مِن ذٰلِكَ الدُّخانِ سَماءاً صافِيَةً نَقِيَّةً لَيسَ فيها صَدعٌ و لا ثَقبٌ، و ذٰلِكَ قَولُهُ: (أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها * وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها)، قالَ: و لا شَمسٌ و لا قَمَرٌ و لا نُجومٌ و لا سَحابٌ، ثُمَّ طَواها فَوَضَعَها فَوقَ الأرضِ، ثُمَّ نَسَبَ الخَليقَتَينِ فَرَفَعَ السَّماءَ قَبلَ الأرضِ، فَذٰلِكَ قَولُهُ عَزَّ ذِكرُهُ: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)، يَقولُ: بَسَطَها.
فَقالَ لَهُ الشّامِيُّ: يا أبا جَعفَرٍ، قَولُ اللّٰهِ تَعالىٰ: (أَوَ لَمْ يَرَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا

1.. صافّات: آیۀ ۱۸۱.


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
220

طَهُوراً۲۱ إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً۲۲)

۳۰۶.طرق ۱، مُعَنعَناً عَن عَبدِ اللّٰهِ بنِ (عُبَيدِ اللّٰهِ بنِ) أبي رافِعٍ، عَن أبيهِ، عَن جَدِّهِ، قالَ: صَنَعَ حُذَيفَةُ طَعاماً و دَعا عَلِيّاً، فَجاءَ و هُوَ صائِمٌ، فَتَحَدَّثَ عِندَهُ ثُمَّ انصَرَفَ، فَبَعَثَ إلَيهِ حُذَيفَةُ بِنِصفِ الثَّريدِ، فَقَسَمَها عَلىٰ أثلاثٍ: ثُلُثٌ لَهُ، و ثُلُثٌ لِفاطِمَةَ، و ثُلُثٌ لِخادِمِهِم.
ثُمَّ خَرَجَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام فَلَقِيَتَهُ امرَأةٌ مَعَها يَتامىٰ، فَشَكَتِ الحاجَةَ و ذَكَرَت حالَ أيتامِها، فَدَخَلَ و أعطاها ثُلُثَهُ لِأيتامِها. ثُمَّ جاءَهُ سائِلٌ و شَكا إلَيهِ الحاجَةَ وَ الجوعَ، فَدَخَلَ عَلىٰ فاطِمَةَ علیها السلام فَقالَ: هَل لَكِ فِي الطَّعامِ، و هُوَ خَيرٌ لَكِ مِن هٰذَا الطَّعامِ، طَعامِ الجَنَّةِ؛ عَلىٰ أن تُعطيني حِصَّتَكِ مِن هٰذَا الطَّعامِ؟ قالَت: خُذهُ. فَأخَذَهُ و دَفَعَهُ إلىٰ ذٰلِكَ المِسكينِ. ثُمَّ مَرَّ بِهِ أسيرٌ فَشَكا إلَيهِ الحاجَةَ و شِدَّةَ حالِهِ، فَدَخَلَ و قالَ لِخادِمِهِ مِثلَ الَّذي قالَ لِفاطِمَةَ علیها السلام و سَألَها حِصَّتَها مِن ذٰلِكَ، قالَت: خُذهُ. فَأَخَذَهُ و دَفَعَهُ إلىٰ ذٰلِكَ الأسيرِ.
فَأنزَلَ اللّٰهفيهِم هٰذِهِ الآياتِ الشَّريفَةَ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ مِسْكيناً وَيَتيماً وَأَسيراً) إلىٰ قَولِهِ: (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).۱

سورةُ النّبَإ

(لابِثينَ فيها أَحْقاباً۲۳لا يَذُوقُونَ فيها بَرْداً وَلا شَراباً۲۴ إِلَّا حَميماً وَغَسَّاقاً۲۵)

۳۰۷.طریق ۶، عَنِ النَّضرِ بنِ سُوَيدٍ، عَن دُرُستَ بنِ أبي مَنصورٍ، عَنِ الأحوَلِ، عَن حُمرانَ بنِ أعيَنَ، قالَ: سَألتُ أبا عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّٰهِ: (لابِثينَ فيها أَحْقاباً * لا يَذُوقُونَ فيها بَرْداً وَلا شَراباً * إِلَّا حَميماً وَغَسَّاقاً)، قالَ: هٰذِهِ فِي الَّذينَ لا يَخرُجونَ مِنَ النّارِ.۲

سورةُ النّازعات

(أَمِ السَّماءُ بَناها۲۷رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها۲۸وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها۲۹ وَالْأَرْضَ

1.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۵۲۷ ح ۶۷۸.

2.. تفسیر القمی: ج ۲ ص ۴۰۲.

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1382
صفحه از 336
پرینت  ارسال به