عَمَّن ذَكَرَهُ، عَن أبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام، قالَ: ذَكَرَ الرَّغبَةَ؛ و أبرَزَ باطِنَ راحَتَيهِ إلىٰ السَّماءِ، «و هٰكَذا الرَّهبَةُ»؛ و جَعَلَ ظَهرَ كَفَّيهِ إلىٰ السَّماءِ، «و هٰكَذا التَّضرُّعُ»^۱؛و حَرَّكَ أصابِعَهَ يَميناً و شِمالاً، و هٰكَذا التَّبَتُّلُ»؛^۲ و يَرفَعُ أصابِعَهُ مَرَّةً و يَضَعُها مَرَّةً، «و هٰكَذا الاِبتِهالُ»^۳؛ و مَدَّ يَدَهُ تِلقاءَ وَجهِهِ إلىٰ القِبلَةِ و لا يَبتَهِلُ حَتّىٰ تَجري الدَّمعَةُ».^۴

(لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ۱۰۲لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ۱۰۳)

۱۸۵.طریق ۱، مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ، عَن أبيهِ، قالَ: قالَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله: إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نادىٰ مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ: يا مَعشَرَ الخَلائِقِ! غُضّوا أبصارَكُم حَتّىٰ تَمُرَّ بِنتُ حَبيبِ اللّٰهِ إلىٰ قَصرِها، (فاطِمَةُ) علیها السلام ابنَتي، (فَتَمُرُّ و) عَلَيها ريطَتانِ خَضراوانِ، حَوالَيها سَبعونَ ألفَ حَوراءَ، فَإذا بَلَغَت إلىٰ بابِ قَصرِها وَجَدَتِ الحَسَنَ قائِماً وَ الحُسَينَ نائِماً مَقطوعَ الرَّأسِ، فَتَقولُ لِلحَسَنِ: مَن هٰذا ؟ فَيَقولُ: هٰذا أخي، إنَّ اُمَّةَ أبيكِ قَتَلوهُ و قَطَعوا رَأسَهُ، فَیَأتيهَا النِّداءُ مِن عِندِ اللّٰهِ: يا بِنتَ حَبيبِ اللّٰهِ، إنّي إنَّما أرَيتُكِ ما فَعَلَت بِهِ اُمَّةُ أبيكِ أنّي ادَّخَرتُ لَكِ عِندي تَعزِيَةً بِمُصيبَتِكِ فيهِ، و أنّي جَعَلتُ تَعزِيَتَكِ اليَومَ أنّي لا أنظُرُ في مُحاسَبَةِ العِبادِ حَتّىٰ تَدخُلي أنتِ و ذُرِّيَّتُكِ و شيعَتُكِ و مَن والاكُم^۵ مَعروفاً مِمَّن لَيسَ هُوَ مِن شيعَتِكِ قَبلَ أن أنظُرَ في مُحاسَبَةِ العِبادِ.
فَتَدخُلُ فاطِمَةُ ابنَتِي الجَنَّةَ و ذُرِّيَّتُها و شيعَتُها، و مَن والاها^۶ مَعروفاً مِمّن لَيسَ مِن شيعَتِها، فَهُوَ قَولُ اللّٰهِ عز و جل: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) قالَ: هَولُ يَومِ القِيامَةِ، (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ

(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدينَ۷۸فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلّاً آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلينَ۷۹)

۱۸۲.طریق ۳ و ۵، عَن بَعضِ أصحابِنا، عَنِ المُعَلّىٰ أبي عُثمانَ، عَن أبي بَصيرٍ، قالَ: سَألتُ أبا عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام عَن قَولِ اللّٰهِ عز و جل: (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)، فَقالَ: لا يَكونُ النَّفشُ إلّا ِباللَّيلِ؛ إنَّ عَلىٰ صاحِبِ الحَرثِ أن يَحفَظَ الحَرثَ بِالنَّهارِ، و لَيسَ عَلىٰ صاحِبِ الماشِيَةِ حِفظُها بِالنَّهارِ، و إنَّما رَعيُها بِالنَّهارِ و أرزاقُها، فَما أفسَدَتَ فَلَيسَ عَلَيها، و عَلىٰ أصحابِ الماشِيَةِ حِفظُ الماشِیَةِ بِاللَّيلِ عَن حَرثِ النّاس، فَما أفسَدَت بِاللَّيلِ فَقد ضَمِنوا، و هُوَ النَّفشُ.
و إنَّ داودَ علیه السلام حَكَمَ لِلَّذي أصابَ زَرعَهُ رِقابَ الغَنَمِ، و حَكَمَ سُلَيمانُ علیه السلام الرِّسلَ وَالثَّلَّةَ؛ وَ هُوَ اللَّبَنُ وَ الصّوفُ في ذٰلِكَ العامِ.^۱

۱۸۳.طریق ۵، عَن عَبدِ اللّٰهِ بنِ بَحرٍ، عَنِ ابنِ مُسكانَ، عَن أبي بَصيرٍ، عَن أبي عبَدِ اللّٰهِ علیه السلام، قالَ: قُلتُ لَهُ: قَولُ اللّٰهِ عز و جل: (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ)، قلتُ: حينَ حَكَما فِي الحَرثِ كانَت قَضِيَّةً واحِدَةً؟ فَقالَ: إنَّهُ كانَ أوحىٰ اللّٰهُ عز و جل إلىٰ النَّبِيّين قَبلَ داودَ إلىٰ أن بَعَثَ اللّٰهُ داودَ: أيُّ غَنَمٍ نَفَشَت فِي الحَرثِ، فَلِصاحِبِ الحَرثِ رِقابُ الغَنَمِ، و لا يَكونُ النَّفشُ إلّا بِاللَّيلِ؛ فَإنَّ عَلىٰ صاحِبِ الزَّرعِ أن يَحفَظَهُ بِالنَّهارِ، و عَلىٰ صاحِبِ الغَنَمِ حِفظُ الغَنَمِ بِاللَّيلِ، فَحَكَمَ داودُ علیه السلام بِما حَكَمَت بِهِ الأنبِياءُ علیهما السلام مِن قَبلِهِ.
و أوحىٰ اللّٰهُ عز و جل إلىٰ سُلَيمانَ علیه السلام: أيُّ غَنَمٍ نَفَشَت في زَرعٍ، فَلَيسَ لِصاحِبِ الزَّرعِ إلّا ما خَرَجَ مِن بُطونِها، و كَذٰلِكَ جَرَتِ السُّنَّةُ بَعدَ سُلَيمانَ علیه السلام، و هُوَ قَولُ اللّٰهِ تَعالىٰ: (وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً)، فَحُكمُ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما بِحُكمِ اللّٰه عز و جل.^۲

(فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى‏ وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعينَ۹۰)

۱۸۴.طریق ۴، عَنِ النَّضرِ بنِ سُوَيدٍ، عَن يَحيىٰ الحَلَبِيِّ، عَن أبي خالِدٍ، عَن مَروَكٍ بَيّاعِ اللُّؤلُؤِ،