169
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

و تَعالىٰ قالَ في كِتابِهِ: (يا مُوسى‏ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتي‏ وَبِكَلامي‏ فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرينَ * وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصيلاً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ)۱، فَكانَ موسىٰ يَرىٰ أنَّ جَميعَ الأشياءِ قَد أُثبِتَت لَهُ، كَما تَرَونَ أنتُم أنَّ عُلماءَكُم قَد أثبَتوا جَميعَ الأشياءِ، فَلَمّا انتَهىٰ موسىٰ علیه السلام إلىٰ ساحِلِ البَحرِ فَلَقِيَ العالِمَ، فَاستَنطَقَ بِموسىٰ لِيَصِلَ عِلمَهُ، و لَم يَحسُدهُ كَما حَسَدتُم أنتُم عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ و أنكَرتُم فَضلَهُ، فَقالَ لَهُ موسىٰ علیه السلام: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)، فَعَلِمَ العالِمُ أنَّ موسىٰ لا يُطيق بِصُحبَتِهِ، و لا يَصبِرُ عَلىٰ عِلمِهِ، فَقالَ لَهُ: (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا)، فَقالَ لَهُ موسىٰ: (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)، فَعَلِمَ العالِمُ أنَّ موسىٰ لا يَصبِرُ عَلىٰ عِلمِهِ، فَقالَ: (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)، قالَ: فَرَكِبا في السَّفينَةِ فَخَرَقَهَا العالِمُ، و كانَ خَرقُها لِلّٰهِ عز و جل رِضىً، و سَخِطَ ذلِكَ موسىٰ، و لَقِيَ الغُلامَ فَقَتَلَهُ، فَكانَ قَتَلُهُ اللّٰه عز و جل رِضىً، و سَخِطَ ذلِكَ موسىٰ، و أقامَ الجِدارَ، فَكانَ إقامَتُهُ لِلهِ عز و جل رِضىً، و سَخِطَ موسىٰ.
كَذٰلِكَ كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام، لَم يَقتُل إلّا مَن كانَ قَتلُهُ لِلهِ رِضىً، و لِأهلِ الجَهالَةِ مِنَ النّاسِ سَخَطاً.
اجلِس حَتّىٰ أُخبِرَكَ: إنَّ رَسولَ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله تَزَوَّجَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ، فَأولَمَ و كانَت وَليمَتُهُ الحيسَ، و كانَ يَدعو عَشَرَةً عَشَرَةً، فَكانوا إذا أصابوا إطعامَ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله استَأنسوا إلىٰ حَديثِهِ وَ استَغنَمُوا النَّظَرَ إلىٰ وَجهِهِ، وكانَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله يَشتَهي أن يُخَفِّفوا عَنهُ فَيَخلو لَهُ المَنزِلُ؛ لِأنَّهُ حَديثُ عَهدٍ بِعُرسٍ، و كانَ يَكرَهُ أذىٰ المُؤمِنينَ لَهُ، فَأنزَلَ اللّٰهُ عز و جل فيهِ (قُرآناً؛ أدَباً لِلمُؤمِنينَ، وذٰلِكَ قَولُهُ عز و جل: (يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَ لَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَ لَا مُسْتَٔنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى ٱلنَّبِىَّ فَيَسْتَحْىِ مِنكُمْ وَ ٱللَّهُ لَا يَسْتَحْىِ مِنَ ٱلْحَقِّ)۲، فَلَمّا نَزَلَت هٰذِهِ الآيَةُ كانَ النّاسُ إذا أصابوا طَعامَ نَبِيِّهِم صلی الله علیه و اله لَم يَلبَثوا أن يَخرُجوا.

1.. اعراف: آیۀ ۴۵ و ۳۶.

2.. احزاب: آیۀ ۵۳.


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
168

عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَليلاً‏)؟ قالَ: هُوَ خَلقٌ أعظَمُ مِن جَبرَئيلَ و ميكائيلَ كانَ مَعَ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله يُوَفِّقُهُ، و هُوَ مَعَنا أهلَ البَيتِ.۱

۱۷۳.طریق ۲، عَن حَمّادِ بنِ عيسىٰ، عَن إبراهيمَ بنِ عُمَرَ اليَمانِيِّ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أبي العَلاءِ، عَن أبي بَصيرٍ، قالَ: سَمِعتُهُ يَقولُ في هٰذِهِ الآيَةِ: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏)، قالَ: مَلَكٌ أعظَمُ مِن جَبرَئيلَ و ميكائيلَ لَم يَکُن مَعَ أحَدٍ مِمَّن مَضىٰ غَيرِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله، و هُوَ مَعَ الأئِمَّةِ، ولَيسَ كَما ظَنَنتَ.۲

سورةُ الكهف‏

(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا۶۶قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا۶۷وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا۶۸قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا۶۹قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا۷۰)

۱۷۴.طریق ۹، عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلوانَ، عَنِ الأعمَشِ، عَن عَبايَةَ الأسَدِيِّ، قالَ: كانَ عَبدُ اللّٰهِ بنُ العَبّاسِ جالِساً عَلىٰ شَفيرِ زَمزَمَ يُحَدِّثُ النّاسَ، فَلَمّا فَرَغَ مِن حَديثِهِ، أتاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيهِ ثُمَّ قالَ: يا عَبدَ اللّٰهِ، إنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ، فَقالَ: أعوانُ كُلِّ ظالِمٍ إلّا مَن عَصَمَ اللّٰهُ مِنكُم، سَل عَمّا بَدا لَكَ، فَقالَ: يا عَبدَ اللّٰهِ بنَ عَبّاسٍ، إنّي جِئتُكَ أسألُكَ عَمَّن قَتَلَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِن أهلِ لا إلٰهَ إلّا اللّٰهُ: لَم يَكفُروا بِصَلاةٍ، و لا بِحَجٍّ، و لا بِصَومِ شَهرِ رَمَضانَ، و لا بِزَكاةٍ! فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّٰهِ: ثَكَلَتكَ أُمُّكَ! سَل عَمّا يَعنيكَ و دَع ما لا يَعنيكَ، فَقالَ: ما جِئتُكَ أضرِبُ إلَيكَ مِن حِمصَ لِلحَجِّ و لا لِلعُمرَةِ، و لٰكِنّي أتَيتُكَ لِتشَرَحَ لي أمرَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ و فعالَهُ.
فَقالَ لَهُ: وَيلَكَ! إنَّ عِلمَ العالِمِ صَعبٌ لا تَحتَمِلُهُ و لا تَقَربُهُ القُلوبُ الصَّدِئُةُ، أُخبِرُك أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ كانَ مَثَلُهُ في هٰذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ موسىٰ و العالِمِ علیهما السلام، و ذٰلِكَ أنَّ اللّٰهَ تَبارَكَ

1.. بصائر الدرجات: ص ۴۸۱ ح ۵.

2.. بصائر الدرجات: ص ۴۸۲ ح ۱۱.

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1172
صفحه از 336
پرینت  ارسال به