يَكُن لِيَفعَلَ ذٰلِكَ، و اللّٰه عز و جل يَقولُ: (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ في كِتابِ اللّٰهِ)۱ فَيَجعَلُها في وُلدِهِ؛ إذاً لَقالَ الحُسَينُ علیه السلام: أمَرَ اللّٰهُ بِطاعَتي كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ و طاعَةِ أبيكَ، و بَلَّغَ فِيَّ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كَما بَلَّغَ فيكَ و في أبيكَ، و أذهَبَ اللّٰهُ عَنّي الرِّجسَ كَما أذهَبَ عَنكَ و عَن أبيكَ.
فَلَمّا صارَت إلَى الحُسَينِ علیه السلام لَم يَكُن أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ يَستَطيعُ أن يَدَّعِي عَلَيهِ كَما كانَ هُوَ يَدَّعي عَلىٰ أخيهِ و عَلىٰ أبيهِ لَو أرادا أن يَصرِفا الأمرَ عَنهُ، و لَم يَكونا لِيَفعَلا. ثُمَّ صارَت حينَ أفضَت إلَى الحُسَينِ علیه السلام فَجَرىٰ تَأويلُ هٰذِهِ الآيَةِ: (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ في كِتابِ اللّٰهِ).
ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیهما السلام، ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ إلىٰ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ علیهما السلام.
و قالَ: الرَّجسُ هُوَ الشَّكُّ، وَ اللّٰهِ لا نَشُكُّ في رَبِّنا أبَداً.۲
۵۲.طریق ۱، مُعنعَناً: عَن أبي جَعفَرٍ علیه السلام: (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، قالَ: عَلِيٌّ علیه السلام.۳
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليماً۶۵)
۵۳.طریق ۲، عَن النَّضَرِ بنِ سُوَيدٍ، عَن يَحيىٰ الحَلَبيِّ، عَن أيّوبَ بنِ الحُرِّ أخي أديم، قال: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام يَقولُ: إنَّ رَجُلاً مِن مَوالي عُثمانَ كانَ شَتّاماً لِعَلِيٍّ، فَحَدَّثَني مَولىً لَهُم يَأتينا وبايَعَنا أنَّهُ حينَ اُحضِرَ قالَ: ما لي و لَهُم! قالَ: فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، ما آمَنَ هٰذا؟ قالَ: فَقالَ: أما تَسمَعُ قَولَ اللّٰهِ: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ)؟ إلّا أنَّهُ قالَ: هَيهَات هَيهَاتَ! لا وَ اللّٰهِ حَتّىٰ يُحَكِّموكَ الثَّبات الرقي القلب۴ وإن صامَ وصَلّىٰ.۵
۵۴.طریق ۲: عَن صَفوانَ بنِ يَحيىٰ، عَن عَبدِ اللّٰهِ بنِ يَحيىٰ الكاهِليِّ، عَن أبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام؛ أنَّهُ