129
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

يَكُن لِيَفعَلَ ذٰلِكَ، و اللّٰه عز و جل يَقولُ: (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ في‏ كِتابِ اللّٰهِ)۱ فَيَجعَلُها في وُلدِهِ؛ إذاً لَقالَ الحُسَينُ علیه السلام: أمَرَ اللّٰهُ بِطاعَتي كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ و طاعَةِ أبيكَ، و بَلَّغَ فِيَّ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كَما بَلَّغَ فيكَ و في أبيكَ، و أذهَبَ اللّٰهُ عَنّي الرِّجسَ كَما أذهَبَ عَنكَ و عَن أبيكَ.
فَلَمّا صارَت إلَى الحُسَينِ علیه السلام لَم يَكُن أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ يَستَطيعُ أن يَدَّعِي عَلَيهِ كَما كانَ هُوَ يَدَّعي عَلىٰ أخيهِ و عَلىٰ أبيهِ لَو أرادا أن يَصرِفا الأمرَ عَنهُ، و لَم يَكونا لِيَفعَلا. ثُمَّ صارَت حينَ أفضَت إلَى الحُسَينِ علیه السلام فَجَرىٰ تَأويلُ هٰذِهِ الآيَةِ: (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ في‏ كِتابِ اللّٰهِ).
ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیهما السلام، ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ إلىٰ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ علیهما السلام.
و قالَ: الرَّجسُ هُوَ الشَّكُّ، وَ اللّٰهِ لا نَشُكُّ في رَبِّنا أبَداً.۲

۵۲.طریق ۱، مُعنعَناً: عَن أبي جَعفَرٍ علیه السلام: (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، قالَ: عَلِيٌّ علیه السلام.۳

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في‏ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليماً۶۵)

۵۳.طریق ۲، عَن النَّضَرِ بنِ سُوَيدٍ، عَن يَحيىٰ الحَلَبيِّ، عَن أيّوبَ بنِ الحُرِّ أخي أديم، قال: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ علیه السلام يَقولُ: إنَّ رَجُلاً مِن مَوالي عُثمانَ كانَ شَتّاماً لِعَلِيٍّ، فَحَدَّثَني مَولىً لَهُم يَأتينا وبايَعَنا أنَّهُ حينَ اُحضِرَ قالَ: ما لي و لَهُم! قالَ: فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، ما آمَنَ هٰذا؟ قالَ: فَقالَ: أما تَسمَعُ قَولَ اللّٰهِ: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ)؟ إلّا أنَّهُ قالَ: هَيهَات هَيهَاتَ! لا وَ اللّٰهِ حَتّىٰ يُحَكِّموكَ الثَّبات الرقي القلب۴ وإن صامَ وصَلّىٰ.۵

۵۴.طریق ۲: عَن صَفوانَ بنِ يَحيىٰ، عَن عَبدِ اللّٰهِ بنِ يَحيىٰ الكاهِليِّ، عَن أبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام؛ أنَّهُ

1.. انفال: آیۀ ۷۵.

2.. الکافی: ج ۱ ص ۲۸۸.

3.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۱۰۹ ح ۱۰۹.

4.. در بحار الأنوار: «لا واللهِ، حتّی یکونَ الشکُّ في القلبِ».

5.. بصائر الدرجات: ص ۵۴۳ ح ۱۸.


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
128

الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، فَقالَ: نَزَلَت في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ علیهم السلام.
فَقُلتُ لَهُ: إنَّ النّاسَ يَقولون: فَما لَهُ لَم يُسَمِّ عَلِيّاً و أهلَ بَيتِهِ علیهم السلام في كِتابِ اللّٰهِ عز و جل؟
قالَ: فَقالَ: قولوا لَهُم: إنَّ رَسولَ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله نَزَلَت عَلَيهِ الصَّلاةَ و لَم يُسَمِّ اللّٰهُ لَهُم ثَلاثاً و لا أربعَاً، حَتّىٰ كانَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذٰلِكَ لَهُم. و نَزَلَت عَلَيهِ الزَّكاةَ وَ لَم يُسَمِّ لَهُم مِن كُلِّ أربَعينَ دِرهَماً دِرهَمٌ، حَتّىٰ كانَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و الههُوَ الَّذي فَسَّرَ ذٰلِكَ لَهُم. و نَزَلَ الحَجُّ فَلَم يَقُل لَهُم: طوفوا اُسبوعاً، حَتّىٰ كانَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و الههُوَ الَّذي فَسَّرَ ذٰلِكَ لَهُم. ونَزَلَت: (أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) و نَزَلَت في عَلِيٍّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ، فَقالَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله في عَلِيٍّ: مَن كُنتُ مَولاهُ، فَعَلِيٌّ مَولاهُ. و قالَ صلی الله علیه و اله: اُوصيكُم بِكِتابِ اللّٰهِ و أهلِ بَيتي، فَإنّي سَألتُ اللّٰهَ عز و جل أن لا يُفَرِّقَ بَينَهُما حَتّىٰ يورِدَهُما عَلَيَّ الحَوضَ، فَأعطاني ذٰلِكَ. و قالَ: لا تُعَلِّموهُم فَهُم أعلَمُ مِنكُم. و قالَ: إنَّهُم لَن يُخرِجوكُم مِن بابِ هُدىً، و لَن يُدخِلُوكُم في بابِ ضَلالَةٍ.
فَلَو سَكتَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله فَلَم يُبَيِّن مَن أهلُ بَيتِهِ، لَاَدّعاها آلُ فُلانٍ و آلُ فُلانٍ، لكِنَّ اللّٰهِ عز و جل أنزَلَهُ في كِتابِهِ تَصديقاً لِنَبِيِّهِ صلی الله علیه و اله: (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)۱، فَكانَ عَلِيٌّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ و فاطِمَةُ علیهم السلام، فَأدخَلَهُم رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله تَحتَ الكِساءِ في بَيتِ أمِّ سَلَمَةَ، ثُمَّ قالَ: اللّٰهُمَّ إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أهلاً وَ ثَقَلاً، و هٰؤُلاءِ أهلُ بَيتي و ثَقَلي، فَقالَت أُمُّ سَلَمَةَ: ألَستُ مِن أهلِكَ؟ فَقالَ: إنَّكِ إلىٰ خَيرٍ، و لٰكِنَّ هؤُلاءِ أهلي و ثَقَلي.
فَلَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كانَ عَلِيٌّ أولىٰ النّاسِ بِالنّاسِ؛ لِكَثرَةِ ما بَلَّغَ فيهِ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله و إقامَتِهِ لِلنّاسِ و أخذِهِ بِيَدِهِ. فَلَمّا مَضىٰ عَلِيٌّ، لَم يَكُن يَستَطيعُ عَلِيٌّ و لَم يَكُن لِيَفعَلَ أن يُدخِلَ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ و لَا الَعبّاسَ بنَ عَلِيٍّ و لا واحِداً مِن وُلدِهِ؛ إذاً لَقالَ الحَسَنُ و الحُسَينُ علیهما السلام إنَّ اللّٰهَ تَبارَكَ و تَعالىٰ أنزَلَ فينا كَما أنزَلَ فيكَ، فَأمَرَ بِطاعَتِنا كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ، و بَلَّغَ فينا رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كَما بَلَّغَ فيكَ، و أذهَبَ عَنّا الرِّجسَ كَما أذهَبَهُ عَنكَ.
فَلَمّا مَضىٰ عَلِيٌّ علیه السلام كانَ الحَسَنُ علیه السلام أولىٰ بِها لِكِبَرِهِ، فَلَمّا تُوفِّيَ لَم يَستَطِع أن يُدخِلَ وُلدَهُ و لَم

1.. احزاب: آیۀ ۳۳.

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1288
صفحه از 336
پرینت  ارسال به