۳۲۴.طریق ۳ و ۴، عَنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن عَلِيِّ بنِ أبي حَمزَةَ، عَن أبي بَصيرٍ، عَن أبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام، قالَ: نَزَلَتِ التَّوراةُ في سِتٍّ مَضَت مِن شَهرِ رَمَضانَ، و نَزَلَ الإنجيلُ فِي اثنَى عَشَرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن شَهرِ رَمَضانَ، وَ نَزَلَ الزَّبُور في لَيلَةِ ثَماني عَشرَةَ مَضَت مِن شَهرِ رَمَضانَ، و نَزَلَ القُرآنُ في لَيلَةِ القَدرِ.۱
سورةُ العَاديَات
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً۱)
۳۲۵.طریق ۱، مُعَنعَنَاً عَن أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ رضی الله عنه وغَيرِهِ: إنَّ النَّبِيِّ صلی الله علیه و اله أقرَعَ بَينَ أهلِ الصُّفَّةِ، فَبَعَثَ مِنهُم ثَمانينَ رَجُلاً و مِن غَيرِهِم إلىٰ بَني سُلَيمٍ و وَلّیٰ عَلَيهِم، وَ انهَزَموا مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ، فَلَبثَ بِذٰلِكَ أيّاماً يَدعو عَلَيهِم. قالَ: ثُمَّ دَعا بِلالاً فَقالَ لَهُ: إیتِني بِبُرِديَ النَّجرانِيِّ و قَبائِيَ الخَطِّيَّةِ، فَأتاهُ بِهِما، فَدَعا عَلِيّاً علیه السلام و بَعَثَهُ في جَيشٍ إلَيهِم، و قالَ: لَقَد وَجَّهتُهُ كَرّاراً غَيرَ فَرّارٍ. قالَ: فَسارَ عَلِيٌّ علیه السلام، و خَرَجَ مَعَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و اله يُشَيِّعُهُ، فَكَأنّي أنظُرُ إلَيهِ۲ عِندَ مَسجِدِ الأحزابِ وَ عَلِيٌّ علیه السلام عَلىٰ فَرَسٍ أشقَرَ و هُوَ يوصيهِ، ثُمَّ وَدَّعَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه و اله وَ انصَرَفَ.
قالَ: و سارَ عَلِيٌّ علیه السلام فيمَن مَعَهُ مُتَوَجِّهاً نَحوُ العِراقِ، و ظَنّوا أنَّهُ يُريدُ بِهِم غَيرَ ذٰلِكَ الوَجهِ، حَتّىٰ أتاهُمُ الوادِيَ، ثُمَّ جَعَلَ يَسيرُ اللَّيلَ و يَكمُنُ النَّهارَ، فَلَمّا دَنا مِنَ القَومِ أمَرَ أصحابَهُ فَعَلَّمُوا الخَيلَ، و أوقَفَهُم و قالَ: لا تَبرَحوا إذا نُبِذَ بِإمامِهِم. فَرامَ بَعضُ أصحابِهِ الخِلافَ و أبىٰ بَعضٌ. حَتّىٰ إذا طَلَعَ الفَجرُ أغارَ عَلَيهِم عَلِيٌّ علیه السلام، فَمَنَحَهُ اللّٰهُ أكتافَهُم وأظهَرَهُ عَلَيهِم.
فَأنزَلَ اللّٰهُ عَلىٰ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله الآيَةَ: (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)، (قال:(فَخَرَجَ النَّبِيُّ لِصَلاةِ الفَجرِ و هُوَ يَقولُ: ضَبَحَ وَ اللّٰهِ جَمعُ القَومِ، ثُمَّ صَلّىٰ بِالمُسلِمينَ فَقَرَأ: (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً). قالَ: فَقَتَلَ مِنهُم مِئَةً و عِشرينَ رَجُلاً، و كانَ رَئيسُ القَومِ الحارِثَ بَن بِشرٍ، و سَبىٰ مِنهُم مِئَةً و عِشرينَ ناهِداً. و عَلىٰ سَيِّدي السَّلامُ!۳