197
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

اُمَناءَ عَلىٰ وَحيِهِ، مطلبا! (نُجَباءَ) مِن خَلقِهِ، و شُهَداءَ عَلىٰ بَرِيَّتِهِ، وَ اختارَهُمُ اللّٰهُ وَ اجتَباهُم، و خَصَّهُم وَ اصطَفاهُم، و فَضَّلَهُم وَ ارتَضاهُم، وَ انتَجَبَهُم وَ انتَفَلَهُم۱ وجَعَلَهُم نوراً لِلبِلادِ و عِماداً لِلعِبادِ، (و أدِلّاَء لِلأُمَّةِ عَلىٰ الصِّراطِ، فَهُم أئِمَّةُ الهُدىٰ، وَ الدُّعاةُ إلىٰ التَّقوىٰ، و كَلِمَةُ اللّٰهِ العُليا)، و حُجَّتُهُ العُظمىٰ.
هُمُ النَّجاةُ وَ الزُّلفىٰ، هُمُ الخِيَرَةُ الكِرامُ، هُمُ القُضاةُ الحُكّامُ، هُمُ النُّجومُ الأعلامُ، هُمُ الصِّراطُ المُستَقيمُ، هُمُ السَّبيلُ الأقوَمُ، الرّاغِبُ عَنهُم مارِقٌ، وَ المُقَصِّرُ عَنهُم زاهِقٌ، وَاللّاِزُم لَهُم لاحِقٌ. هُم نورُ اللّٰهِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ، وَ البِحارُ السّائِغَةُ لِلشّارِبينَ، أمنٌ لِمَن إلَيهِم التَجَأَ، و أمانٌ لِمَن تَمَسُّكَ بِهِم، إلى اللّٰهيَدعونَ، و لَهُ يُسَلِّمونَ، و بِأمرِهِ يَعمَلونَ، و بِبَيِّناتِهِ۲ يَحكُمونَ. فيهِم بَعَثَ اللّٰهرَسولَهُ، و عَلَيهِم هَبَطَت مَلائِكَتُهُ، و بَينَهُم نَزَلَت سَكينَتُهُ، و إلَيهِم بُعِثَ۳ الرّوحُ الأمينُ مَنّاً مِنَ اللّٰهِ عَلَيهِم فَضَّلَهُم بِهِ و خَصَّهُم بِذٰلِكَ، و آتاهُم تَقواهُم (و) بِالحِكمَةِ قَوّاهُم. فُروعٌ طّيِّبَةٌ، وَ أُصولٌ مُبارَكَةٌ، مُستَقَرٌّ قَرارِ الرَّحمَةِ، خُزّانُ العِلمِ، و وَرَثَةُ الحِلمِ، و أُولُو التُّقىٰ وَ النُّهىٰ، وَ النُّورِ وَ الضِّياءِ، و وَرَثَةُ الأنبِياءِ، و بَقِيَّةُ الوَصايا.
مِنهُمُ الطَّيِّبُ ذِكرُهُ، المُبارَكُ اسمُهُ، مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و اله المُصطَفىٰ وَ المُرتَضىٰ، و رَسولُهُ الأُمِّيُّ. ومِنهُمُ المَلِكُ الأزهَرُ، وَ الأسَدُ المُرسَلُ (حمَزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ). و مِنهُمُ المُستَسقىٰ بِهِ يَومَ الرَّمادَةِ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ، عَمُّ رَسولِ اللّٰهِ و صِنُو أبيهِ. و (مِنهُم) (جَعفَرٌ) ذُو الجَناحَينِ و القِبلَتَينِ وَ الهِجرَتَينِ وَ البَيعَتَينِ، مِنَ الشَّجَرَةِ المُبارَكَةِ، صَحيحُ الأديمِ، وَضّاحُ البُرهانِ. و مِنهُم حبَيبُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله و أخوهُ وَ المُبَلِّغُ عَنهُ مِن بَعدِهِ، البُرهانُ وَ التَّأويلُ، و مُحكَمُ التَّفسيرِ، أميرُ المُؤمِنينَ و وَلِيُّ المُؤمِنينَ و وَصِيُّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ، عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عَلَيهِ مِنَ اللّٰهِ الصَّلَواتُ الزَّكِيَّةُ وَالبَرَكاتُ السَّنِيَّةُ.
هٰؤُلاءِ الَّذينَ افتَرَضَ اللّٰهُ مَوَدَّتَهُم ووَلايَتَهُم عَلىٰ كُلِّ مُسلِمٍ و مُسلِمَةٍ، فَقالَ في مُحكَمِ كِتابِهِ لِنَبِيِّهِ: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).

1.. وَانتَقاهُم (خ. ل).

2.. ببیانِه (خ. ل). بکتابِهِ (خ. ل).

3.. نَفَثَ (خ. ل).


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
196

قالَ: الرَّحمَةُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام.۱

(ذلِكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ۲۳)

۲۵۸.طریق ۱، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ (بنِ خَلَفٍ العَطّارُ)، قالَ: حَدَّثَنا زِيادُ بنُ المُنذِرِ، قالَ: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ علیه السلام و هُوَ يَقولُ: شَجَرَةٌ أصلُها رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، و فَرعُها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، و أغصانُها فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ (مُحَمَّدٍ)، و ثَمَرُها الحَسَنُ وَ الحُسَينُ (عَلَیهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَالتَّحِیَّةَ وَالإکرامُ)، فَإنِهَّا شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، و بَيتُ۲ الرَّحمَةِ، و مِفتاحُ الحِكمَةِ، و مَعدِنُ العِلمِ، و مَوضِعُ الرِّسالَةِ، و مُختَلَفُ المَلائِكَةِ، و مَوضِعُ سِرِّ اللّٰهِ، و وَديعَتُهُ، وَ الأمانَةُ الَّتي عُرِضَت عَلىٰ السّماواتِ وَ الأرضِ وَ الجِبالِ، و حَرَمُ اللّٰهِ الأكبَرُ، و بَيتُ اللّٰهِ العَتيقُ و ذِمَّتُهُ.۳ و عِندَنا عِلمُ المَنايا وَ البَلايا، وَ القَضايا وَ الوَصايا، و فَصلُ الخِطابِ، و مَولِدُ الإسلامِ، و أنسابُ العَرَبِ.
كانوا نوراً مُشرِقاً حَولَ عَرشِ رَبِّهِم، فَأمَرَهُم فَسَبَّحوا فَسَبَّحَ أهلُ السَّماواتِ لِتَسبيحِهِم، و إنَّهُم لَصافّون، و إنَّهُم لَهُمُ المُسَبِّحونَ، فَمَن أوفىٰ بِذِمَّتِهِم فَقَد أوفىٰ بِذِمَّةِ اللّٰهِ، و مَن عَرَفَ حَقَّهُم فَقَد عَرَفَ حَقَّ اللّٰهِ، هٰؤُلاءِ عِترَةُ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، و مَن جَحَدَ حَقَّهُم فَقَد جَحَدَ حَقَّ اللّٰهِ، هُم وُلاةُ أمرِ اللّٰهِ، و خَزَنَةُ وَحيِ اللّٰهِ، و وَرَثَةُ كِتابِ اللّٰهِ، و هُمُ المُصطَفَونَ بِاسمِ اللّٰهِ، و اُمَناؤُهُ عَلیٰ وَحيِ اللّٰهِ.
هٰؤُلاءِ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ، ومضاضُ الرِّسالةِ، وَ المُستَأنِسونَ بِخَفيقِ أجنِحَةِ المَلائِكَةِ، مَن كانَ يَغدوهُم جَبرَئيلُ (بِأمرِ) المَلِكِ الجَليلِ بِخَبَرِ التَّنزيلِ و بُرهانِ الدَّلائِلِ.
هٰؤُلاءِ أهلُ بَيتٍ أكرَمَهُمُ اللّٰهُ بِشَرَفِهِ، و شَرَّفَهُم بِكَرامَتِهِ، و أعَزَّهُم بِالهُدىٰ، و ثَبَّتَهُم بِالوَحيِ، و جَعَلَهُم أئِمَّةً هُداةً، و نوراً فِي الظُّلَمِ لِلنَّجاةِ، وَ اختَصَّهُم لِدينِهِ، و فَضَّلَهُم بِعِلمِهِ، و آتاهُم ما لَم يُؤتِ أحَداً مِنَ العالَمينَ، و جَعَلَهُم عِماداً لِدينِهِ، و مُستَودَعاً لِمَكنونِ سِرِّهِ، و

1.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۵۲۹ ح ۶۸۲.

2.. نَبتُ (خ. ل).

3.. حَرَمُه (خ. ل).

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1277
صفحه از 336
پرینت  ارسال به