قالَ: الرَّحمَةُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام.۱
(ذلِكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ۲۳)
۲۵۸.طریق ۱، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ (بنِ خَلَفٍ العَطّارُ)، قالَ: حَدَّثَنا زِيادُ بنُ المُنذِرِ، قالَ: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ علیه السلام و هُوَ يَقولُ: شَجَرَةٌ أصلُها رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، و فَرعُها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، و أغصانُها فاطِمَةُ بِنتُ النَّبِيِّ (مُحَمَّدٍ)، و ثَمَرُها الحَسَنُ وَ الحُسَينُ (عَلَیهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَالتَّحِیَّةَ وَالإکرامُ)، فَإنِهَّا شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، و بَيتُ۲ الرَّحمَةِ، و مِفتاحُ الحِكمَةِ، و مَعدِنُ العِلمِ، و مَوضِعُ الرِّسالَةِ، و مُختَلَفُ المَلائِكَةِ، و مَوضِعُ سِرِّ اللّٰهِ، و وَديعَتُهُ، وَ الأمانَةُ الَّتي عُرِضَت عَلىٰ السّماواتِ وَ الأرضِ وَ الجِبالِ، و حَرَمُ اللّٰهِ الأكبَرُ، و بَيتُ اللّٰهِ العَتيقُ و ذِمَّتُهُ.۳ و عِندَنا عِلمُ المَنايا وَ البَلايا، وَ القَضايا وَ الوَصايا، و فَصلُ الخِطابِ، و مَولِدُ الإسلامِ، و أنسابُ العَرَبِ.
كانوا نوراً مُشرِقاً حَولَ عَرشِ رَبِّهِم، فَأمَرَهُم فَسَبَّحوا فَسَبَّحَ أهلُ السَّماواتِ لِتَسبيحِهِم، و إنَّهُم لَصافّون، و إنَّهُم لَهُمُ المُسَبِّحونَ، فَمَن أوفىٰ بِذِمَّتِهِم فَقَد أوفىٰ بِذِمَّةِ اللّٰهِ، و مَن عَرَفَ حَقَّهُم فَقَد عَرَفَ حَقَّ اللّٰهِ، هٰؤُلاءِ عِترَةُ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، و مَن جَحَدَ حَقَّهُم فَقَد جَحَدَ حَقَّ اللّٰهِ، هُم وُلاةُ أمرِ اللّٰهِ، و خَزَنَةُ وَحيِ اللّٰهِ، و وَرَثَةُ كِتابِ اللّٰهِ، و هُمُ المُصطَفَونَ بِاسمِ اللّٰهِ، و اُمَناؤُهُ عَلیٰ وَحيِ اللّٰهِ.
هٰؤُلاءِ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ، ومضاضُ الرِّسالةِ، وَ المُستَأنِسونَ بِخَفيقِ أجنِحَةِ المَلائِكَةِ، مَن كانَ يَغدوهُم جَبرَئيلُ (بِأمرِ) المَلِكِ الجَليلِ بِخَبَرِ التَّنزيلِ و بُرهانِ الدَّلائِلِ.
هٰؤُلاءِ أهلُ بَيتٍ أكرَمَهُمُ اللّٰهُ بِشَرَفِهِ، و شَرَّفَهُم بِكَرامَتِهِ، و أعَزَّهُم بِالهُدىٰ، و ثَبَّتَهُم بِالوَحيِ، و جَعَلَهُم أئِمَّةً هُداةً، و نوراً فِي الظُّلَمِ لِلنَّجاةِ، وَ اختَصَّهُم لِدينِهِ، و فَضَّلَهُم بِعِلمِهِ، و آتاهُم ما لَم يُؤتِ أحَداً مِنَ العالَمينَ، و جَعَلَهُم عِماداً لِدينِهِ، و مُستَودَعاً لِمَكنونِ سِرِّهِ، و