123
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

قالَ: و قالَ حُذَيفَةُ: لَيسَ يَنبَغي لِأحَدٍ يَعقِلُ (أن) يَشُك فيمَن لَم يُشرِك بِاللّٰهِ أنَّهُ أفضَلُ مِمَّن أشرَكَ بِهِ، و مَن لَم يَنهَزِم عَن رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله أفضَلُ مِمَّنِ انهَزَمَ، و أنَّ السّابِقَ إلَى الإيمانِ بِاللّٰهِ و رَسولِهِ أفضَلُ، و هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام.۱

سورةُ النِسَاء

(وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنيئاً مَريئاً۴)

۳۵.طریق ۳ و ۵، عَن عُثمانَ بنِ عيسى، عَن سَعيدِ بنِ يَسارٍ، قالَ: قُلتُ لِأبي عَبدِ اللّٰهِ علیه السلام: جُعِلتُ فِداكَ، امرَأةٌ دَفَعَت إلىٰ زَوجِها مالاً مِن مالِها لِيَعمَلَ بِهِ، و قالَت لَهُ حينَ دَفَعَتِ إلَيهِ: أنفِق مِنهُ، فَإن حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَما أنفَقتَ مِنهُ حَلالاً طَيِّباً. فَإن حَدَثَ بي حَدَثٌ فَما أنفَقتُ مَنهُ فَهُوَ حَلالٌ طَيِّبٌ؟ فَقالَ: أعِد عَلَيَّ يا سَعيدُ المَسأَلَةَ، فَلَمّا ذَهَبتُ أُعيدُ المَسأَلَةَ عَلَيهِ اعترَضَ فيها صاحِبُها و كانَ مَعي حاضِراً، فَأعادَ عَلَيهِ مِثلَ ذٰلِكَ، فَلَمّا فَرَغَ أشارَ بِإصبِعَهِ إلىٰ صاحِبِ المَسألَةِ فَقالَ: يا هٰذا، إن كُنتَ تَعلَمُ أنَّها قَد أفضَت بِذٰلِكَ إلَيكَ فيما بَينَكَ وبَينَها وبَينَ اللّٰهِ عز و جل فَحَلالٌ طَيِّبٌ - ثَلاثَ مَرّاتٍ - ثُمَّ قالَ: يَقولُ اللّٰهُ جَلَّ اسمُهُ في كِتابِهِ: (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنيئاً مَريئاً).۲

(وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَديداً۹)

۳۶.طریق ۸، عَن أخيهِ الحَسَنِ، عَن زُرعَةَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَضرَمِيِّ، عَن سَماعَةَ بنِ مِهرانَ، قالَ: سَمِعتُهُ۳ يَقولُ: إنَّ اللّٰهَ عز و جل وَعَدَ في مالِ اليَتيمِ عُقوبَتَينِ: أمّا أحَدُهُما فَعُقوبَةُ الآخِرَةِ النّارِ، و أمّا عُقُوبَةُ الدُّنيا فَهُوَ قَولُهُ: عز و جل (وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَديداً)؛ يَعني بِذٰلِكَ: لِيَخشَ أن أخلُفَهُ في ذُرِّيَّتِهِ كَما صَنَعَ هُوَ بِهٰؤُلاءِ اليَتامىٰ.۴

1.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۹۶ ح ۷۹.

2.. الکافی: ج ۵ ص ۱۳۶ ح ۱، تهذیب الأحکام: ج ۶ ص ۳۴۶ ح ۹۷۱.

3.. جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام.

4.. ثواب الأعمال: ص ۲۳۴.


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
122

وَزيراً مِن أهلِهِ لِتَشُدَّ بِهِ عَضُدَهُ و تُشرِكَهُ في أمرِهِ، و جَعَلتَ لي وَزيراً مِن أهلي، عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ أخي، فَنِعمَ الأخُ و نِعمَ الوَزيرُ، اللّٰهُمَّ وَعَدتَني أن تُمِدَّني بِأربَعَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ، اللّٰهُمَّ وَعدَكَ إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ، وَعَدتَني أن تُظهِرَ دينَكَ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ و لَو كَرِهَ المُشرِكونَ.
قالَ: فَبَينما رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله يَدعو رَبَّهُ و يَتَضَرَّعُ إلَيهِ إذ سَمِعَ دَوِيّاً مِنَ النّاسِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَإذا جَبرَئيلُ علیه السلام عَلىٰ كُرسِيٍّ مِن ذَهَبٍ و مَعَهُ أربَعَةُ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ و هُوَ يَقولُ: لا فَتىٰ إلّا عَلِيٌّ و لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ، فَهَبَطَ جَبرَئيلُ علیه السلام عَلَى الصَّخرَةِ و حَفّتِ المَلائِكَةُ بِرَسولِ اللّٰهِ فَسَلَّموا عَلَيهِ، فَقالَ جَبرَئيلُ علیه السلام: يا رَسولَ اللّٰهِ، وَ الَّذي أكرَمَكَ بِالهُدىٰ! لَقَد عَجِبتِ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ لِمُواساةِ هٰذَا الرَّجُلِ لَكَ بِنَفسِهِ. فَقالَ: يا جَبرَئيلُ، ما يَمنَعُهُ يُواسيني بِنَفسِهِ و هُوَ مِنّي وأَنا مِنهُ. فَقالَ جَبرَئيلُ: و أنا مِنكُما - حَتّىٰ قالَها ثَلاثاً -.
ثُمَّ حَمَلَ عَلِيٌّ (بنُ أبي طالِبٍ) علیه السلام و حَمَلَ جَبرَئيلُ علیه السلام وَالمَلائِكَةُ، ثُمَّ إنَّ اللّٰهَ تَعالىٰ هَزَمَ جَمَعَ المُشرِكينَ و تَشَتَّتَ أمرُهُم، فَمَضىٰ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله و عَليٌّ (بنُ أبي طالِبٍ) علیه السلام بَينَ يَدَيهِ وَ مَعَهُ اللِّواءُ قَد خَضَبَهُ بِالدَّمِ، وأبو دُجانَةَ رضی الله عنه خَلفَهُ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَى المَدينَةِ فَإِذا نِساءُ الأنصارِ يَبكينَ (عَلیٰ) رَسولَ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، فَلَمّا نَظَروا إلى رسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله استقبَلَهُ أهلُ المَدينَةِ بِأجمَعِهِم، و مالَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله إلَى المَسجِدِ، و نَظَرَ إلَيهِ۱ النّاسُ فَتَضَرَّعوا إلَى اللّٰهِ وإلىٰ رَسولِهِ و أقَرّوا بِالذَّنبِ وَ طَلَبُوا التَّوبَةَ، فَأنزَلَ اللّٰهُ فيهِم قُرآناً يَعيبُهُم بِالبَغيِ الَّذي كانَ مِنهُم، و ذٰلِكَ قَولُهُ (تَعالیٰ): (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)، يَقولُ: قَد عايَنتُمُ المَوتَ وَ العَدُوَّ، فَلم نَقَضتُمُ العَهدَ و جَزِعتُم مِنَ المَوتِ و قَد عاهَدتُمُ اللّٰهَ أن لا تَنهَزِموا حَتّىٰ قالَ بَعضُكُم: قُتِلَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و اله! فَأنزَلَ اللّٰهُ تَعالىٰ: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) إلىٰ آخِرِ الآيَةِ.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله: أيُّهَا النّاسُ! إنَّكُم رَغِبتُم بِأنفُسِكُم عَنّي، و وازَرَني عَلِيٌّ و واساني، فَمَن أطاعَهُ فَقَد أطاعَني، و مَن عَصاهُ فَقَد عَصاني و فارَقَني فِي الدُّنيا و الآخِرَةِ.

1.. إلی (خ. ل).

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1428
صفحه از 336
پرینت  ارسال به