121
میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی

طالِبٍ علیه السلام و أبو دُجانَةَ سِماكُ بنُ خَرَشَةَ الأنصارِيُّ. فَلَمّا رَأیٰ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله ما قَد نَزَلَ بِالنّاسِ مِنَ الهَزيمَةِ و البَلاءِ رَفَعَ البَيضَةَ عَن رَأسِهِ و جَعَلَ يُنادي: أيُّهَا النّاسُ! أنا لَم أمُت ولَم أُقتَل. و جَعَلَ النّاسُ يَركَبُ بَعضُهُم بَعضاً لا يَلوونَ عَلى رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله و لا يَلتَفِتونَ إلَيهِ. فَلَم يَزالوا كَذٰلِكَ حَتّىٰ دَخَلُوا المَدينَةَ، فَلَم يَكتَفوا بِالهَزيمَةِ حَتّىٰ قالَ أفضَلُهُم رَجُلٌ في أنفُسِهِم: قُتِلَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله.
فَلَمّا آيَسَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله مِنَ القَومِ رَجَعَ إلىٰ مَوضِعِهِ الَّذي كانَ فيهِ، فَلَم يَزَل (إلّا) عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام و أبو دُجانَةَ الأنصارِيُّ رضی الله عنه. فَقالَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله: يا أبا دُجانَةَ، ذَهَبَ النّاسُ فَالحَق بِقَومِكَ. فَقالَ أبو دُجانَةَ: يا رَسولَ اللّٰهِ ما عَلىٰ هٰذا بايَعناكَ و بايَعنا اللّٰهَ، و لا عَلىٰ هٰذا خَرَجنا! يَقولُ اللّٰهُ۱: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)۲. فَقالَ (رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله): يا أبا دُجانَةَ، أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتِكَ فَارجِع. فَقالَ أبو دُجانَةَ: يا رَسولَ اللّٰهِ، لا تُحَدِّثُ نِساءُ الأنصارِ فِي الخُدورِ أنّي أسلَمتُكَ و رَغِبتُ نَفسي عَن نَفسِكَ! يا رَسولَ اللّٰهِ، لا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَكَ.
قالَ: فَلَمِا سَمِعَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله كَلامَهُ و رَغبَتَهُ فِي الجِهادِ، انتَهىٰ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله إلىٰ صَخرَةٍ فَاستَتَر بِها لِيَتَّقِيَ بِها مِنَ السِّهامِ؛ سِهامِ المُشرِكينَ، فَلَم يَلبَث أبو دُجانَةَ إلّا يَسيراً حَتّىٰ اُثخِنَ جِراحَةً، فَتَحامَلَ حَتَّى انتَهىٰ إلىٰ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله فَجَلَسَ إلىٰ جَنبِهِ مُثخَناً لا حَراكَ بِهِ. قالَ: و عَلِيٌّ لا يُبارِزُ فارِساً و لا راجِلاً إلّا قَتَلَهُ اللّٰهُ عَلىٰ يَدَيهِ، حَتَّى انقَطَعَ سَيفُهُ، فَلَمَّا انقَطَعَ سَيفُهُ جاءَ إلىٰ رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله فَقالَ: يا رَسولَ اللّٰه، انقَطَعَ سَيفي و لا سَيفَ لي. فَخَلَعَ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله سَيفَهُ ذُو (ذَا) الفَقارِ فَقَلَّدَ (هُ) عَلِياً، وَ مَشىٰ إلىٰ جَمعِ المُشرِكينَ، فَكانَ لا يَبرُزُ لَهُ أحَدٌ إلّا قَتَلَهُ، فَلَم يَزَل عَلىٰ ذٰلِكَ حَتّىٰ وَهَت (دُرّاعَتُهُ)۳، فَفَرِقَ۴ رَسولُ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله ذٰلِكَ فيهِ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّٰهِ إلَى السَّماءِ و قالَ: اللّٰهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ و رَسولُكُ، جَعَلتَ لِكُلِّ نَبِيٍّ

1.. بقول اللّٰه تعالی (خ. ل).

2.. فتح: آیۀ ۱۰.

3.. در بحار الأنوار: «حَتی وَهَنَت ذِراعُهُ».

4.. در بحار الأنوار: «فَعَرَفَ».


میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
120

مُبَيضَّةً وُجوهُهُم، و يُحشَرُ أعداءُ عَلِيٍّ يَومَ القِيامَةِ (وَ) وُجوهُهُم (مُسوَدَّةً ظامِئینَ). ثُمَّ قَرَأَ: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) مِثلُهُ.۱

(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ۱۱۲)

۳۳.طریق ۱، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ مَروانَ، قالَ: حَدَّثنا إسماعيلُ بنُ أبانٍ، عَن سَلّاِم بنِ أبي عَمرَةَ، عَن أبانِ بنِ تَغلِبَ، قالَ: سَألتُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ علیه السلام۲ عَن قَولِ اللّٰه تَعالىٰ: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)، قالَ: ما يَقولُ النّاسُ فيها؟ قالَ: قُلتُ: يَقولونَ: حَبلٌ مِن اللّٰهِ: كِتابُهُ، و حَبلٌ مِن النّاسِ: عَهدُهُ الَّذي عَهِدَ إلَيهِم. قالَ: كَذَبوا. قالَ: قُلتُ: ما تَقولُ فيها؟ قالَ: فَقالَ لي: حَبلٌ مِنَ اللّٰهِ: كِتابُهُ، و حَبلٌ مِنَ النّاسِ: عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ علیه السلام.۳

(وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ۱۴۳وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرينَ۱۴۴)

۳۴.طریق ۱، مُعَنعَناً عَن حُذَيفَةَ اليَمانِيِّ رضی الله عنه: إنَّ رَسولَ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله أمَرَ بِالجِهادِ يَومَ أُحُدٍ فَخَرَجَ النّاسُ سِراعاً يَتَمَنَّونَ لِقاءَ العَدُوِّ عَدُوِّهِم، و بَغَوا في مَنطِقِهِم و قالوا: وَ اللّٰهِ لَئِن لَقينا عَدُوَّنا لا نُوَلّي حَتّىٰ نُقتَل۴ عَن آخِرِنا رَجُلٌ، أو يَفتَحَ اللّٰهُ لَنا. قالَ: فَلَمّا أتَوُا القَومَ ابتَلاهُمُ اللّٰهُ بِالَّذي كانَ مِنهُم و مِن بَغيِهِم، فَلَم يَلبَثوا إلّا يَسيراً حَتَّىٰ انهَزَموا عَن رَسولِ اللّٰهِ صلی الله علیه و اله، إلّا عَلِيُّ بنُ أبي

1.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۹۲ ح ۷۵.

2.. جعفر بن محمد (خ. ل).

3.. تفسیر فرات الکوفی: ص ۹۲ ح ۷۶.

4.. یُقتل (خ. ل)

  • نام منبع :
    میراث تفسیری حسین بن سعید اهوازی
    سایر پدیدآورندگان :
    صدیقه سادات میردامادی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1283
صفحه از 336
پرینت  ارسال به