مقدّمة التحقیق
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم. «الحمد للّٰه الأوّل بلا أوّل كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين»۱. «اللّٰهمّ صلِّ على محمّدٍ عبدك ورسولك، وأهل بيته الطاهرين، واخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك وسلامك»۲.
أمّا بعد، فإنّ كلمات الأئمّة الاثني عشر علیهم السّلام مبعثرة هنا وهناك في كثير من المصادر الإسلامية لدی الفرق الأُخرى غير الإمامية، ویتحتّم علینا الاهتمام بإحيائها وتخريجها، خصوصاً مؤلفات إخواننا الزيدية؛ وذلك لوجود الارتباط الوثيق بيننا وبینهم، خصوصاً وأنّ تراثهم الحدیثي یزخر بآثار مخطوطات تشتمل على كثير من أحادیث أهل البيت علیهم السّلام، بل إنّ بعض هذه الآثار تختصّ بنقل كلمات أئمّتنا علیهم السّلام، مثل هذا الكتاب الذي بين يديك، فإنّ كلّ الأحاديث الموجودة فيه مروية عن الإمام الجواد علیه السّلام، رغم أنّه وصل إلينا عن طریق القاضي جعفر بن عبد السلام، من كبار علماء الزيدية.۳
وإنّي منذ أن تعرفتُ علی عالَم المخطوطات، كنت أتمنّى أن أشتغل بإحياء كتابٍ من التراث الحديثي، ومرّت الأيّام والشهور حتّى حالفني الحظّ بالعثور علی نسخة هذا الكتاب، فشمّرت ساعد الجدّ علی تحقيقه، وخُضت غمار البحث علی تخریجه بما یخدم مدرسة أهل البیت وتراثهم المبعثر في بطون بعض الكتب المجهولة، وقد تمّ ما قمت به حامداً اللّٰه