49
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

الغنائم عن أبي عبد اللّٰه العلوي.

النموذج الثاني: في سند الكتاب: «حدّثنا... العجلي الساوي مؤدِّبنا»۱، لكن في المخطوط هكذا: «مودينا» بنقطتین تحت الباء، فربّما يُتصوّر وقوع سهو في الكتابة، لكنّ الظاهر في ظنّي أنّ واحداً من النقطتين تحت الباء هي نقطة مكتوبة تحت الدال لئلّا تُشتبه بالذال۲، لكنّها مكتوبة قريبة من الباء، فيُتوهّم أنّها ياء.

النموذج الثالث: في الحديث (۸۸): «اثنان عليلان أبداً: صحيح محتمٍ وعليل مخلّط». وفي المخطوط: «محتمل»، واللام واضحة فيه، لكن في كشف الغمّة وأيضاً في الفقه المنسوب إلى الرضا علیه السّلام ومكارم الأخلاق: «محتمٍ»، واحتمى؛ أي امتنع عن أكل الأغذية المضرّة له.۳ فهذه الكلمة تناسب الصحّة والمرض، ولم أجد ل«محتمل» معنىً يناسب السياق. فالظاهر أنّه تصحيف.

ويُحتمل - في ظنّي - أنّ الكاتب استنسخ هذه النسخة عن نسخةٍ أُخرى فيها «محتمي» بدل «محتمٍ»۴، وحيث إنّ كتابة الياء تشبه اللام في بعض النسخ، وقع له هذا السهو. ومن جهة أُخرى، قد تكرّر في السطر السابق كلمتي «احتمل» و«يُحتمل» في بحث المرض والدواء، وربّما هذا سببُ اُنس الناسخ بهذا المعنى، فكتب كلمة «محتمي» بشكل «محتمل» عفويّاً.

النموذج الرابع: في الحديث (۱۲): «المؤمن لا يشفي غيظه»، لكن في المخطوط: «غيضه»، وهو سهو واضح، فليس هناك معنىً لمادّة «غ‏ ي‏ ض» يناسب هذا المقام، كما هو واضح عند مراجعة الكتب اللغوية۵.

ومن جهة أُخرى، هناك عشرات من الأحاديث استُعملت فيه مادّة «الشفاء» مع

1.. لم أستطع قراءة هذه الكلمة في المخطوط لأني تصوّرت أن الياء موجود في الكلمة إلى أن قال لي المحقق السيد محمد صادق الرضوي أنّه "مؤدبّنا"، فوجدتُه كما قال، فقُمتُ بعد ذلك بتحليل هذا التصحيف.

2.. و هي منهجٌ في الكتابة كما تقدمت الإشارة إليها.

3.. سيأتي تفصيل معناه ذيل الحديث في الكتاب، فراجع.

4.. كما أن الكلمة وردت بهذا الشكل في بعض المصادر و إن لم يناسب القواعد. راجع: بحار الأنوار، ج۵۹، ص ۱۴۱

5.. راجع: مادة "غ‏ ي‏ ض" في المحيط في اللغة، ج‏۵، ص۱۰۳ و معجم المقاييس، ج‏۴، ص۴۰۵ و المفردات، ص۶۱۹ و النهاية، ج‏۳، ص۴۰۱ و غيرها من الكتب اللغوية.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
48

الأحمر، واستفاد أحيانا من اللون البُنّي لتدوین التواريخ و... وأوّل كلمة من الصفحة التالية مكتوبة في أسفل الصفحة السابقة.

نماذج من التصحيفات التي واجهتُها في التحقيق وتحليلها

قد أشرت في هامش الكتاب إلى مواضع التصحيف أو ما يُتوهّم أن يكون تصحيفاً، في هذه النسخة أو في المصادر التي ترتبط بالكتاب، وذكرتُ أيضاً ما ورد بذهني القاصر عن علّة وقوعها. وجديرٌ أن أذكر هنا بعضها كنماذج ممّا وصلتُ إليه في التحقيق، خصوصاً أنّ هذه الموارد طويلة ولا تسعها هوامش الكتاب.

ولا أدّعي أنّي كنت مُصيباً في كلّ هذه التحليلات، فلعلّ بعضها مجرّد ظنّ وتخمين، لكنَّ بعضها واضحٌ عندي بالقرائن العدیدة.۱

النموذج الأوّل: حينما كنت بصدد ذكر ترجمة الشريف العلوي الراوي الموجود في سند الكتاب، واجهت أنّ نسبه الكامل مذكور في بعض تراثنا الحديثي الإمامي أيضاً، مثل كتاب فرحة الغري۲، لكن كان في عبارة السند: «عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر، قال: أخبرنا محمّد بن‏ علي‏ بن‏ ميمون‏ البرقي وهو المعروف بأبي العبّاس، قال: أخبرنا الشريف أبو عبد اللّٰه محمّد بن علي بن...»، وفيه تصحيف واضح، حيث ذُكِر «البرقي» بدل «النرسي» الذي هو أبو الغنائم، و«أبي العبّاس» بدل «أُبيّ»، ويُحتمل أن يكون منشأ التصحيف أنّه كان في النسخة الأصلية «محمّد بن علي بن ميمون النرسي المعروف بأُبَيّ»، واقتربت أسنان حرف السین بما یشبه الدائرة، فتوهّم الناسخ أنّها القاف، ومُحيت نقطة النون من كلمة «النرسي» أو لم تُكتب من الأصل، فأشبهت بـ «البرقي»۳.وممّا يدلّ على أنّ الرجل في السند هو أبو الغنائم النرسي ما يوجد في عدّة موارد في نفس كتاب فرحة الغري من رواية الحافظ أبي الفضل محمّد بن ناصر عن أبي

1.. و يجب أن أنبّه أني اجتنبتُ من ذكر هذه النماذج في هوامش الكتاب حذراً من التكرار. و لا أذكر هنا مكان الشواهد في المصادر فإنها سيأتي ذِكرها بالتفصيل في الهوامش. و بعض هذه النماذج مجرد تحليلات طويلة في فهم معنى الحديث و ليس هناك تصحيف فيه ضرورة، لكنها طويلة و لا تناسب أن تكون في الهامش فالجدير أن تُذكر هنا.

2.. راجع: فرحة الغري، ص۵۵.

3.. لا أدري كيف أضاف الناسخ لفظ "العبّاس" في العبارة. و يمكن أنّه تصوّر أن "أُبَيّ" في السند كان "أَبِي فلان" فتوهّم أن مضافاً إليه ساقط من المتن و أضافه من قِبل نفسه أو من نسخة البدل لبعض أسماء الرجال في السند من هامش النسخة.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 385
صفحه از 131
پرینت  ارسال به