الغنائم عن أبي عبد اللّٰه العلوي.
النموذج الثاني: في سند الكتاب: «حدّثنا... العجلي الساوي مؤدِّبنا»۱، لكن في المخطوط هكذا: «مودينا» بنقطتین تحت الباء، فربّما يُتصوّر وقوع سهو في الكتابة، لكنّ الظاهر في ظنّي أنّ واحداً من النقطتين تحت الباء هي نقطة مكتوبة تحت الدال لئلّا تُشتبه بالذال۲، لكنّها مكتوبة قريبة من الباء، فيُتوهّم أنّها ياء.
النموذج الثالث: في الحديث (۸۸): «اثنان عليلان أبداً: صحيح محتمٍ وعليل مخلّط». وفي المخطوط: «محتمل»، واللام واضحة فيه، لكن في كشف الغمّة وأيضاً في الفقه المنسوب إلى الرضا علیه السّلام ومكارم الأخلاق: «محتمٍ»، واحتمى؛ أي امتنع عن أكل الأغذية المضرّة له.۳ فهذه الكلمة تناسب الصحّة والمرض، ولم أجد ل«محتمل» معنىً يناسب السياق. فالظاهر أنّه تصحيف.
ويُحتمل - في ظنّي - أنّ الكاتب استنسخ هذه النسخة عن نسخةٍ أُخرى فيها «محتمي» بدل «محتمٍ»۴، وحيث إنّ كتابة الياء تشبه اللام في بعض النسخ، وقع له هذا السهو. ومن جهة أُخرى، قد تكرّر في السطر السابق كلمتي «احتمل» و«يُحتمل» في بحث المرض والدواء، وربّما هذا سببُ اُنس الناسخ بهذا المعنى، فكتب كلمة «محتمي» بشكل «محتمل» عفويّاً.
النموذج الرابع: في الحديث (۱۲): «المؤمن لا يشفي غيظه»، لكن في المخطوط: «غيضه»، وهو سهو واضح، فليس هناك معنىً لمادّة «غ ي ض» يناسب هذا المقام، كما هو واضح عند مراجعة الكتب اللغوية۵.
ومن جهة أُخرى، هناك عشرات من الأحاديث استُعملت فيه مادّة «الشفاء» مع
1.. لم أستطع قراءة هذه الكلمة في المخطوط لأني تصوّرت أن الياء موجود في الكلمة إلى أن قال لي المحقق السيد محمد صادق الرضوي أنّه "مؤدبّنا"، فوجدتُه كما قال، فقُمتُ بعد ذلك بتحليل هذا التصحيف.
2.. و هي منهجٌ في الكتابة كما تقدمت الإشارة إليها.
3.. سيأتي تفصيل معناه ذيل الحديث في الكتاب، فراجع.
4.. كما أن الكلمة وردت بهذا الشكل في بعض المصادر و إن لم يناسب القواعد. راجع: بحار الأنوار، ج۵۹، ص ۱۴۱
5.. راجع: مادة "غ ي ض" في المحيط في اللغة، ج۵، ص۱۰۳ و معجم المقاييس، ج۴، ص۴۰۵ و المفردات، ص۶۱۹ و النهاية، ج۳، ص۴۰۱ و غيرها من الكتب اللغوية.