في نهاية نقلِه أيضاً: «... هذا آخر ما أردت نقله من كتاب الجنابذي».
وقد يُتصوّر من هذا السياق أنّه أورد صفحات من كتاب الجنابذي في كتابه دون أيّ تصرف، إلّا أنّه يُحتمل أيضاً أن يكون مراده من «النقل» نقل الجملات من دون رعايةٍ لترتيبها أو من دون نقلها كلّها، خصوصاً أنّ الإربلي نَفسه يصرّح في بعض المواضع أنّه اختصر الألفاظ۱ أو حذف الأسناد في روايات الجنابذي.۲
و إنّي كنت أظن ذلك في بداية التحقيق، إلى أن رأيت كتاب السمهودي، فوجدتُ أنّه يذكر سند الجنابذي في واحد من الروايات في باب الإمام الجواد،۳ فهذا قرينة هامّة في أنّ الإربلي هو الذي قام بحذف الأسانيد من روايات الجنابذي.
منهجي في التحقيق
كتبتُ الكلمات وفقاً لرسم الخطّ المتداول اليوم، ككلمة «حياءه»، حيث كُتِبت في المخطوط هكذا: «حيوه»، و «المرأة» كتبت: «المراه»، و في المواضع المهمّة أشرتُ في الهامش إلى اختلاف رسم الخطّ في النسخة.
لم أكتب الحركات والإعراب إلّا في موضعٍ يُخاف منه الالتباس أو يصعب قراءتها، وإنّ الأغلبية العظمى من الحركات والإعراب في نصّ الكتاب من قِبَل نفسي، لأجل التوضيح، لكنّ بعضها موجودة في نفس المخطوط أيضاً، وقد أشرتُ إلى وجودها فيها في موضع الالتباس؛ حتّى يتّضح أنّها لم تكن من اجتهاد نفسی، وإن كان من الممكن أن تكون الحركات الموجودة في النسخة أيضاً من اجتهاد الكاتب.
بذلتُ الجهد للعثور على كثير من المصادر التي نقلت هذه الروايات أو فقرة منها، وحيث إنّ عدد المصادر الناقلة لبعض الأحاديث كان كثيراً للغاية اكتفيتُ بذكر بعضها،