الأمل بإمكان العثور علی نسخة من هذا الكتاب المفقود، رغم أنّي لم أجد أية إشارة إلى خصائص النسخة ومكانها في كلامه. وقال في ذيل مصادر تحقيقه أنّ الكتاب مطبوع في بيروت سنة ۱۴۰۷ه، ولم أجد لهذه الطبعة عيناً ولا أثراً ولم أُوفّق بالاتّصال به.
وأخيراً في نهاية التحقيق وجدت أنّ أحد المحقّقين في مؤسّسة دار الحديث۱ قد ذكر أنّه رأی صورة فتوغرافیة من النسخة التي يستند إليها الغريري عنده رحمه الله، وذكر لي ما سمع منه أنّه بنفسه قام بطبع صورة النسخة في بيروت، لكن حتّى الآن لم أعثر علی هذا الكتاب لا مطبوعه ولا مخطوطه للأسف.
المقارنة بين هذا الكتاب وكتاب «معالم العترة»
نقلُ الإربلي عن معالم العترة في ترجمة الإمام الجواد علیه السّلام يبدأ مِن «قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه الله»۲، ویقول الإربلي: «وذكر۳ أخباراً رواها الجواد علیه السّلام عن آبائه عن علي علیه السّلام»، ثمّ يذكر أحاديث الجنابذي، وفي النهاية يضیف: «هذا آخر ما أردتُ نقله من كتاب الجنابذي رحمه اللّٰه تعالى، وقد نقل أشياء رائقة وفوائد فائقة وآداباً نافعة وفِقَراً ناصعة من كلام أمير المؤمنين علیه السّلام ممّا رواه الإمام محمّد الجواد ابن الإمام علي الرضا عن آبائه علیهم السّلام»۴.
ووجدتُ اشتراكاً كبيراً بينها وبين روايات كتابنا هذا، فقمت بمقارنة كلّ ما يوجد فيهما:
هناك ثلاثة أحاديث في بداية أحاديث الجنابذي في كشف الغمّة لم ترد في هذه النسخة، وبعد غضّ النظر عن هذه الأحاديث الثلاثة۵ واجهتني نقطة مهمّة، وهي أنّ كلّ أحاديث الجنابذي وردت في كتابنا هذا أيضاً، لكنّ أحاديث هذا الكتاب أعمّ بكثير ممّا ورد في كشف الغمّة، فهناك زيادات كثيرة في هذا الكتاب تبلغ نصف حجمه تقريباً۶.
1.. وهو المحقق الدكتور محمد هادي خالقي من محققي دار الحديث.
2.. كشف الغمّة، ج۳، ص۴۸۵.
3.. يُحتمل أن يكون لفظ «ذَكَر» من كلام الإربلي، يعني أن الجنابذي ذكر هذه الأخبار. و يُحتمل أن يكون من كلام الجنابذي يعني أن الخطيب البغدادي ذكر هذه الأخبار.
4.. كشف الغمّة، ج۳، ص۴۹۵.
5.. سيأتي توضيحٌ حولها.
6.. و نسبة الزيادات في أواخر الكتاب أكثر من بدايتها. و بإمكان القراء الكرام أن يعرفوا في كل حديث هل هو من (( الأحاديث المشتركة بين الكتابين أو ممّا يختص بهذا الكتاب، حيث إنّي ذكرتُ في هامش الأحاديث المختصة بهذا الكتاب أنّها لم ترد في كشف الغمّة.