تعلّمنا واستفدنا، وما رأينا مثله»۱. وقال الياقوت الحموي: «لم يكن لأحد من شيوخ بغداد الذين أدركناهم أكثر من سماعه مع ثقة وأمانة وصدق ومعرفة تامّة... وكان متعصّباً لمذهب أحمد بن حنبل»۲.
ومن الغريب أنّه ألّف كتاباً في الأئمّة الاثني عشر علیهم السّلام، وفي نفس الوقت یُعدّ متعصّباً لمذهب ابن حنبل! كما أشار إلی ذلك آقا بزرك۳. وذكر الإربلي أيضاً أنّه كان حنبلياً.۴ و یحتمل قویاً أنّه في الفقه حنبلي و في الكلام «سُنّي اثناعشري».۵
وقال ابن الأثير: «كان من فضلاء المحدّثين»۶. وقال ابن كثير: «له كتب مفيدة متقنة، وكان من الصالحين»۷. مات سنة ۶۱۱ه.۸
فالخلاصة: أنّ الرجل متّصفٌ بالوثاقة والصدق والفضل والصلاح في أوساط أهل السنّة، ولم أجد له ترجمة في مصادر الإمامية. نعم، ترحّم عليه الإربلي، لكن مجرّد هذه القرينة لا تكفي في إثبات وثاقته، خصوصاً إذا احتملنا أن يكون ترحمُّ الإربلي بسبب وقوفه علی كتابه معالم العترة ومحتوياته، فحصل له حُسن ظنٍّ بالرجل فترحّم عليه.
1.. تاريخ الإسلام، ج۴۴، ص۷۵ و مثله باختلاف يسير في تذكرة الحفاظ، ج۱، ص۱۳۸۴.
2.. معجم البلدان، ج۲، ص۱۶۵.
3.. "أما تعصبّه لابن حنبل فمعارض بتأليفه في معارف أئمة أهل البيت و إهدائه للخلفاء الفاطمية بمصر"طبقات أعلام الشيعة، ج۴، ص۹۰ و أشیر إليه أيضاً في مستدركات أعيان الشيعة، ج۳، ص۱۳۲؛ لكن لو كانت نتيجة هذا التعارض الظاهري أن نشك في نسبة كتاب معالم العترة إليه، نقول في الجواب: بعد نسبة الإربلي هذا الكتاب إليه يحصل الاطمئنان بهذه النسبة وسيأتي ذكره.
4.. "نقلتُ من كتاب معالم العترة النبوية لأبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي الحنبلي" كشف الغمّة، ج۲، ص۲۷۱.
5.. والتسنّن الاثناعشري یعتقد في أئمتنا الاثناعشر علیهم السّلام بالإمامة المنصوصة في الدین والولایة الكلیة الإلهیة علی الباطن؛ ولكن إمامة الدنیا و ولایة الظاهر عندهم لاتنعقد لأحدٍ إلا بالبیعة، كما تحقّقت لرسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و لعلي و الحسن علیهما السّلام، فراجع: تاریخ تشیّع در إیران، ص۸۴۰ - ۸۵۰؛ موسوعة الإمام المهدي علیه السّلام، ج۱، ص۷۲؛ الصلة بین التصوف والتشیع، ص۴۴۲.
6.. الكامل في التاريخ، ج۱۲، ص۳۰۵.
7.. البداية و النهاية، ج۱۳، ص۶۸.
8.. وهذا التاريخ مذكور في كثير من المصادر التي تقدمت، منها كتب الذهبي، و ذكر الإربلي أيضاً ما يدل على كونه حيا سنة ۶۱۰ه . كشف الغمّة، ج۱، ص۶۴۸.