35
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

ومن جهة أُخرى أنّ مجرّد الترحّم لا يدلّ على الوثاقة والضبط و.... لكن في ظنّي القاصر الأمر بسیط في وثاقة الرجل بعدما ورد ما یدلّ علی صدقه ووثاقته في المصادر السنّية المختلفة ولم نجد ما يعارضها في المصادر الشيعية، خصوصاً إذا كان للرجل مثل هذا الكتاب المملوء بفضائل أهل البيت علیهم السّلام.

كتاب «معالم العترة النبوية»

یُعدّ كتاب معالم‏ العترة النبوية العليّة ومعارف أئمّة أهل البيت الفاطمية العلوية۱ أحد كتب الجنابذي، ذكرَه السخاوي۲ وحاجي خليفة۳ وآقا بزرك۴ وإسماعيل باشا۵ والسيّد حسن الأمين۶.

ورُغم أنّ أهل السنّة ذكروا له عدّة كتب۷ لكنّي لم أجد إشارة في أوساطهم إلى أنّه من مؤلّفات الجنابذي إلى زمن السخاوي في القرن التاسع۸، إلّا أنّ الإربلي نسبه إلى

1.. ذكره الإربلي في كشف الغمّة، ج۲، ص۱۴۴ و في كثير من المصادر ورد تحت عنوان "معالم العترة النبوية و أهل البيت الفاطمية". و لا يخفى أنّه اختصار من الاسم الكامل للكتاب كما أن نفس الإربلي أيضاً يعبر عنه في كثير من المواضع بـ"معالم العترة" للاختصار. ولا أريد الخوض هنا في البحث حول اسم كتابه، و من أراد فلينظر تحقیق الدكتور منصور داداش نجاد، بررسي كتاب مفقود معالم العترة النبوية جنابذي، ص۲۷.

2.. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، ص۲۱۴.

3.. كشف الظنون، ج۲، ص۱۷۲۶.

4.. الذريعة، ج۲۱، ص۲۰۰؛ طبقات أعلام الشيعة، ج۴، ص۹۰.

5.. ذكر إسماعيل باشا: " قال ياقوت في معجم البلدان له تصانيف في الحديث منها معالم العترة النبوية و معارف أهل البيت الفاطمية." هدية العارفين، ج۱، ص۵۷۹؛ لكني لم أجد إشارةً في معجم البلدان إلى معالم العترة. و ربما كانت جملة "منها معالم..." من قول نفس باشا.

6.. مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏۳، ص۱۳۲.

7.. مثل: "المقصد الأرشد في ذكر من روى عن الإمام أحمد، تنبيه اللبيب و تلقيح فهم المريب في تحقيق أوهام الخطيب، تلخيص وصف الأسماء في اختصار الرسم و الترتيب، فضائل شعبان، طرق جزء الحسن بن عرفة. انظر: طبقات الحنابلة (الذيل عليها)، ج‏۴، ص۸۰، الدر المنضد في ذكر أصحاب الإمام أحمد للعليمي، ج‏۱، ص۳۳۵ من دون إشارة إلى هذا الكتاب.

8.. يعني بعد حوالي قرنین من وفاة الجنابذي. و لعلّ السبب - بحسب رؤية بعض المحققين - أن علم الفهرست لم يكن متداولا في أوساط أهل السنة، فربما كان همّهم في ترجمة الأشخاص عادة في الجرح و التعديل و ما يرتبط بهما فقط، و كان ذكر المؤلفات و الكتب استطراديا عندهم، بخلاف ما هو الحال في الأوساط الإمامية حيث إنهم اهتمّوا بأمر الكتب و المؤلفات كثيرا. لكن هذا مجرد احتمالٍ مطروح في هذا الإطار، رأيت أن أشير إليه و تفصيل الأمر في محلّه.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
34

تعلّمنا واستفدنا، وما رأينا مثله»۱. وقال الياقوت الحموي: «لم يكن لأحد من شيوخ بغداد الذين أدركناهم أكثر من سماعه مع ثقة وأمانة وصدق ومعرفة تامّة... وكان متعصّباً لمذهب أحمد بن حنبل»۲.

ومن الغريب أنّه ألّف كتاباً في الأئمّة الاثني عشر علیهم السّلام، وفي نفس الوقت یُعدّ متعصّباً لمذهب ابن حنبل! كما أشار إلی ذلك آقا بزرك۳. وذكر الإربلي أيضاً أنّه كان حنبلياً.۴ و یحتمل قویاً أنّه في الفقه حنبلي و في الكلام «سُنّي اثناعشري».۵

وقال ابن الأثير: «كان من فضلاء المحدّثين»۶. وقال ابن كثير: «له كتب مفيدة متقنة، وكان من الصالحين»۷. مات سنة ۶۱۱ه‍.۸

فالخلاصة: أنّ الرجل متّصفٌ بالوثاقة والصدق والفضل والصلاح في أوساط أهل السنّة، ولم أجد له ترجمة في مصادر الإمامية. نعم، ترحّم عليه الإربلي، لكن مجرّد هذه القرينة لا تكفي في إثبات وثاقته، خصوصاً إذا احتملنا أن يكون ترحمُّ الإربلي بسبب وقوفه علی كتابه معالم العترة ومحتوياته، فحصل له حُسن ظنٍّ بالرجل فترحّم عليه.

1.. تاريخ ‏الإسلام، ج‏۴۴، ص۷۵ و مثله باختلاف يسير في تذكرة الحفاظ، ج۱، ص۱۳۸۴.

2.. معجم ‏البلدان، ج‏۲، ص۱۶۵.

3.. "أما تعصبّه لابن حنبل فمعارض بتأليفه في معارف أئمة أهل البيت و إهدائه للخلفاء الفاطمية بمصر"طبقات أعلام الشيعة، ج۴، ص۹۰ و أشیر إليه أيضاً في مستدركات ‏أعيان ‏الشيعة، ج‏۳، ص۱۳۲؛ لكن لو كانت نتيجة هذا التعارض الظاهري أن نشك في نسبة كتاب معالم العترة إليه، نقول في الجواب: بعد نسبة الإربلي هذا الكتاب إليه يحصل الاطمئنان بهذه النسبة وسيأتي ذكره.

4.. "نقلتُ من كتاب معالم‏ العترة النبوية لأبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي الحنبلي" كشف الغمّة، ج۲، ص۲۷۱.

5.. والتسنّن الاثناعشري یعتقد في أئمتنا الاثناعشر علیهم السّلام بالإمامة المنصوصة في الدین والولایة الكلیة الإلهیة علی الباطن؛ ولكن إمامة الدنیا و ولایة الظاهر عندهم لاتنعقد لأحدٍ إلا بالبیعة، كما تحقّقت لرسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و لعلي و الحسن علیهما السّلام، فراجع: تاریخ تشیّع در إیران، ص۸۴۰ - ۸۵۰؛ موسوعة الإمام المهدي علیه السّلام، ج۱، ص۷۲؛ الصلة بین التصوف والتشیع، ص۴۴۲.

6.. الكامل في التاريخ، ج‏۱۲، ص۳۰۵.

7.. البداية و النهاية، ج۱۳، ص۶۸.

8.. وهذا التاريخ مذكور في كثير من المصادر التي تقدمت، منها كتب الذهبي، و ذكر الإربلي أيضاً ما يدل على كونه حيا سنة ۶۱۰ه‍ . كشف الغمّة، ج۱، ص۶۴۸.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 388
صفحه از 131
پرینت  ارسال به