نعم يُحتمل أنّ دلالة الخطبة على الكلام الطويل في بعض هذه الشواهد كانت لأجل قرينةٍ ما، كأنس المسلمين بخطبة صلاة الجمعة ومثلها. لكن من مجموع ما تقدّم يتّضح أنّ الخطبة تُطلق على الكلام الذي له صدر وذيل وبداية ونهاية.
نعم، يُحتمل أنّ الكلمة كانت بالمعنى العامّ (أي المعنی اللغوي) في العصر الجاهلي وبداية الإسلام، بحيث كانت تُستعمل أحياناً في جملة قصيرة أيضاً، كما أنّ أكثر الشواهد التي تدلّ على المعنى العامّ للكلمة هي من القرن الأوّل الهجري فقط.۱
لكنّ اسم هذا الكتاب من تسمية مؤلّفه عبدالعظيم، ولَعلَّه لم يكن له اسم وسماه النجاشي أو آخرون به. فعلى أيّ حال، فإنّ هذه التسمية تعود إلى أواسط القرن الثالث على أكثر تقدير، مع أنّه لم یكن شائعاً إطلاق الخطبة آنذاك على الجملات القصيرة، خصوصاً مع أنس المسلمين بالخطبة علی المنبر و....
يتلخّص ممّا تقدّم أنّ «الخُطَب» لا تُطلق على هذه الكلمات القصيرة في كتابنا هذا، وبالتالي يبعُد أن تكون روايات هذا الكتاب من كتاب خُطَب أمير المؤمنين علیه السّلام لعبد العظيم.
النسبة بين هذا الكتاب ومنقولات الإربلي عن «معالم العترة»
كتاب كشف الغمّة من المؤلّفات الثمينة لعلي بن عيسى الإربلي (ت ۶۹۲ ه) من علماء الإمامية في القرن السابع، وفيه منقولات كثيرة من كتاب معالم العترة النبوية للجُنابذي۲. وإنّي وجدتُ شبهاً كبيراً بين أحاديث هذا الكتاب ومنقولات الإربلي عن معالم العترة في باب الإمام الجواد علیه السّلام منه، فرأيتُ أن أفرد باباً مستقلّاً لدراسة هذا الاشتراك لأهمّيته، كما