25
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

والمال...، الأمالي كبيرٌ»۱. وقال في موضع آخر: «المقنعة، القنوت‏»۲. ولم أجد في هذه العناوين ما يحتمل اتّحاده مع كتابنا هذا.

وذكر الذهبي أنّ أبا المفضّل من مشايخ الشريف العلوي۳. وحكی السيّد حسن الأمين عن السياغي في الروض النضير أنّ الشريف العلوي قد أكثر النقل عن أبي المفضّل.۴

وهناك نقطة جديرة بالذكر: ورد في سند هذا الكتاب أنّ أبا المفضّل دوّن هذه الأحاديث في سنة ۳۷۷ ه‍ أي قبل وفاته بعشر سنین، أي أواخر عمره في الفترة التي كان متّهماً بالضعف والتخليط عند النجاشي۵، وأنّ الشريف العلوي كان یبلغ من العمر حینها عشر سنین؛ لأنّه وُلِد سنة ۳۶۷ه‍ .

فمع غضّ النظر عن الإشكالات، هناك تساؤل في السند من هاتين الجهتين، إلّا إذا قلنا بأنّ الشيباني كان من مشايخ الإجازة، ولا يمنع اتّهامه بالتخليط من الوثوق برواية العلوي عنه؛ لأنّ ذِكرَ الشيباني في السند كان مجرّد اتّصال إلى مؤلّفي الكتب، فلا يضرّ كونه في السند، ولا بأس من هذه الجهة.

والبحث حول الرجل طويل جدّاً یستدعي مجالاً أوسع من مجالنا، وما قدّمتُه إنّما إشارات إلى رؤية المصادر المختلفة حول الرجل وتحليلات قصيرة خطرت ببالي، وإلّا فهناك ملاحظات كثيرة يمكن ذكرها فيه، مِن مقارنة قرائن مدحه وذمّه، ومعنى التخليط الذي اتُّهم به، ومقارنة هذا الاتّهام في المصادر المختلفة، و... لكنّها تخرجنا عن إطار التحقيق في هذا الكتاب، فنوكلها إلى محلّها إن شاء اللّٰه.

انظر بعض المصادر الأُخرى، مثل: میزان الاعتدال للذهبي، ج۶، ص۲۱۵؛ مستدرك

1.. معالم العلماء، ص۱۴۲.

2.. معالم العلماء ص۱۴۲، إنّ ابن شهرآشوب ذكر أبا المفضل تحت عنوانین مستقلّین و یبدو أنه لم یلتفت إلی اتحادهما و ذكر لكل من العنوانین عدة كتب.

3.. تاريخ ‏الإسلام، ج‏۳۰، ص۱۱۹.

4.. مستدركات‏ أعيان‏ الشيعة، ج‏۷، ص۲۷۳.

5.. و في المقابل أيضاً يُحتمل أن يكون أبو المفضّل هنا من مشايخ الإجازة، كما أنّه وقع في كثير من الطرق إلى الكتب في فهرست الشيخ الطوسي، و إذا كان الأمر كذلك فلا يضر بالسند شيئاً، وفقا لبعض المباني.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
24

يؤيّد كونه من الإمامية، إذا ثبت أنّ التقية هنا بالمعنى المقصود عند الإمامية، كما يؤيّد الرأي الآخر أنّ له كتاب أخبار أبي حنيفة، ويبعُد تأليفه من عالِم إمامي، كما أنّ لابن عقدة الزيدي أيضاً كتاب أخبار أبي حنيفة۱، والزيدية أقرب إلی أبي حنيفة من الإمامية، وربّما يأخذ فريقٌ منهم عنه في الفقه.۲

هذا، ولم يُصرّح بمذهبه في مصادر الإمامية، لكنّ النجاشي ترحّم عليه۳، وظاهره يدلّ على حُسن مذهبه عنده؛ لأنّه لم يترحّم على من ثبت كونُه من الواقفية۴ أو الفطحية و... مع أنّه اعتبر هذه الفِرَق من أصحاب الإمامیة ولم يعتبر الزيدية من الأصحاب أصلاً.۵

وإليك قائمة بكتبه ذكرها النجاشي: «له كتب كثيرة، منها: كتاب شرف‏ التربة، كتاب مزار أمير المؤمنين علیه السّلام، كتاب مزار الحسين علیه السّلام، كتاب فضائل العبّاس بن عبدالمطّلب، كتاب الدعاء، كتاب من روى حديث غدير خم، كتاب رسالة في التقية والإذاعة، كتاب من روى عن زيد بن علي بن الحسين، كتاب فضائل زيد علیه السّلام، كتاب الشافي في علوم الزيدية، كتاب أخبار أبي حنيفة، كتاب القلم، كتاب الولادات الطيّبة، كتاب الفرائض»۶.

وذكر الشيخ الطوسي: «له كتاب الولادات‏ الطيّبة، وله كتاب الفرائض، وله كتاب المزار، وغير ذلك»۷.

وقال ابن شهر آشوب: «له كتاب أفضل أهل البيت في الحال ونعت‏ أكملهم في الحال

1.. رجال النجاشي، ص۹۴ لكنه تحت عنوان: "تاريخ أبي حنيفة و مسنده".

2.. في المقابل ربما يقال أيضاً أن كلمة «أخبار» في عنوان كتابه لم تكن بمعنى "الأحاديث"، بل ربما هي بمعنىتاريخ الرجل و الروايات التاريخية حوله، فلا تدل ‏ - بالضرورة - على موافقة المؤلف مع ذلك الرجل في الرأيو المذهب.

3.. رجال النجاشي، ص۲۵۴ ذيل ترجمة المسعودي: "هذا رجل زعم أبو المفضّل أنّه لقيه و استجازه".

4.. نعم ترحّم على إبراهيم بن أبي السمال الواقفي، لكن ربما كان يميل النجاشي إلی توقفه في الوقف. انظر: رجال النجاشي، ص۲۱ و ۱۵۹.

5.. و القرينة عليه قوله: "قد لقيت جماعة ممن لقيه و سمع منه و أجازه منهم، من أصحابنا و من العامة و من الزيدية". رجال النجاشي، ص۹۵.

6.. رجال النجاشي، ص۳۹۶.

7.. فهرست كتب الشيعة للشيخ الطوسي، ص۴۰۱.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 387
صفحه از 131
پرینت  ارسال به