19
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

الشريف العلوي سنة ۴۴۵ه‍ !، ومنشأ هذا الاشتباه أنّ القصّة كانت مكتوبة في نهاية نسخة لكتاب التعازي للشريف العلوي، واشتبه عليهم أنّه جزء من كتابه، وهذا يبدو من كلام المحدّث النوري، حيث يقول حينما يريد أن يذكر هذه القصّة: «في آخر كتاب في التعازي عن آل محمّد علیهم السّلام ووفاة النبي صلی الله علیه و آله تأليف الشريف الزاهد أبي عبد اللّٰه...»۱.

والرجل في رؤية المحدّث النوري أيضاً جليل القدر، وعبّر عنه ب«الشريف الزاهد»، لكن هناك ملاحظات في منشأ هذا اللقب أذكره في الهامش۲. وذكره مترضّياً علیه في كتابه جنّة المأوى۳. ومن هذه العبارات يبدو أنّه إمامي المعتقد؛ حيث إنّه لا يستخدم مثلها فيمن لا يرتضي مذهبه. وقال في ترجمته - بعدما ذكر أنّ العلماء الأجلّاء أوردوا روايته للقصّة في كتبهم -: «ويظهر من جميع ذلك أنّه من العلماء الأعلام، والأتقياء الكرام، والمؤلّفين العظام، وإن لم أجد له ترجمة في الكتب المعدّة لذلك»۴. ولكن تقدّم أنّه ليس الراوي لهذه القصّة أساسا. وإضافة إلی ذلك يشكل عليه بأنّ النقل عنه في كتبهم لا يدلّ على جلالته عندهم بالضرورة.

1.. جنّة المأوى المطبوع ضمن بحار الأنوار ج‏۵۳ ص۲۱۳ و أشار إليه في خاتمة المستدرك، ج‏۱، ص۳۷۲ أيضاً. و‏قد ورد تحقیق هذه المسألة في موسوعة الإمام المهدي علیه السّلام، ج۲، ص۱۷۱ - ۱۷۳.

2.. يصفه المحدّث النوري بهذا اللقب كثيرا في كتابه المستدرك عندما ينقل من كتابه «التعازي» و ربما كان أول مصدر جاء وصفه بهذا الشكل في الإمامية هو رياض الأبرار، ج‏۳، ص۱۴۵ و الأنوار النعمانية، ج۲ ص۴۰؛ فربما أخذه المحقق الجزائري من المصادر الأُخرى، ويمكن أيضاً أن هذا اللقب جاء في القرون المتأخّرة أو لم يكن يُعرف بهذا اللقب كثيرا و يؤيده - و ليس دليلا - أن تلميذه، أبو الغنائم الذي يروي عنه كثيرا و كثير من رواياته عنه موجودة، لم يصفه بهذا اللقب في واحد من الأسناد و في سائر الأسناد القديمة أيضاً ليس عين و لا أثر لهذا اللقب له، فلذا يُحتمل أن المحدّث النوري أخذه من سند الرواية المذكورة في كتاب الجزائري حيث إنه يصرح بأنّ هذه القصّة نقلت في كتاب الأنوار النعمانية.

3.. جنّة المأوى المطبوع ضمن بحار الأنوار، ج‏۵۳، ص۲۱۳.

4.. مستدرك الوسائل، الخاتمة، ج‏۱، ص۳۷۳.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
18

عناوين بعض كتبه أنّه ليس من العامّة، مثل كتاب الأذان بحيّ على خير العمل.۱

ولم يُتعرّض لترجمته في الإمامية، لكنّه ورد في عدد من أسناد رواياتنا۲، كما هو الحال في ترجمة أبي الغنائم وقد تقدّم.

ونُسِب إليه في بعض الكتب۳ أنّه أورد في كتابه رواية قصّةٍ تشبه قصّة الجزيرة الخضراء حول الإمام محمد بن الحسن المهدي علیه السّلام۴، ويبعُد أن يرويها عالم زيدي۵، لكنّ هذه النسبة غير صحيحة، لأنّ عدداً من رواة هذه الرواية یروونها بعد سنة ۵۰۰ ه‍۶، وقد توفّي

1.. التحف شرح الزلف، ص۲۶۹ و سأشير إلى فهرس كتبه آنفا.

2.. الغارات، ج۲، ص۸۴۵ و المزار الكبير لابن المشهدي، ص۱۲۶ و كشف الغمّة، ج‏۲ ص۵۳۸ و عمدة عيون صحاح الأخبار، ص۱۳۶ و ص۲۷۹ و الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ص۷۸ و فرحة الغري ص۲۹ و ۳۹ و ۵۵ و ۵۶ و ۵۸ و ۱۲۴ و ۱۳۶ و ۱۴۱ و فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، ص۲۹ و اليقين للسيد بن طاوس، ص۳۸۱ و بشارة المصطفى، ص۱۷ و ۴۳ و ۴۷ و ۵۰ و ص۶۳ و ۶۷ و ۶۹ و ۷۳ و ۸۷ و ۱۰۳.

3.. رياض الأبرار للجزائري، ج‏۳، ص۱۴۵ و الأنوار النعمانية، ج۲، ص۴۰ و الكشكول للبحراني، ج‏۱، ص۱۰۴.

4.. و للتعرف علی الجزیرة الخضراء و قصصها و النقود علیها، راجع: موسوعة الإمام المهدي علیه السّلام، ج۲، ص۱۶۹ - ۱۷۳ (الأمكنة المنسوبة إلیه/الجزیرة الخضراء).

5.. و لكن حيث إن كثيرا من الروايات كانت بالإجازة فحسب، و لم يكن هناك سماع أو قراءة في كثیر منها فلذا وجود الشخص في سند رواية لا يلزم أنّه يرى مضمونه، لأنّه ربما كان في طريق الإجازة فقط و لم ير الكتاب أصلا! يعني حينما نواجه وقوع شخص في سند رواية لا يرويها رجل من أهل السنة عادة، لا نستطيع أن نقول هذا قرينة على أنّه ليس من أهل السنة؛ لأنّه ربما هذا الرجل ليس مؤلف الكتاب و أخذ إجازة رواية الكتاب فقط و لكنه لم ير الكتاب أيضاً و جاء فيما بعد راوٍ آخر و أخذ منه الإجازة لاتّصال السند إلى صاحب الكتاب، بيد أن صاحب الإجازة ربما لم ير الكتاب أصلا حتّى نقول هذه الرواية لا يستطيع أن يرويها هذا الشخص السني. و مع هذه النقطة اللطيفة، يشكل كثير من الاستفادات من منافاة مضمون روايةٍ مذهبَ راويها. و هذا ممّا أفاده العالم المدقق و الأُستاذ البارع السيد جواد الشبيري دام ظله و سمعتُه في مجلس درسه. نعم إذا ثبت أن الرواية موجود في كتاب الراوي (و هذا أيضاً في كثير من الموارد صعب؛ لأنّهم كثيرا ما يقولون في أسنادهم: عن فلان عن فلان عن... و ربما كان كثير من الأفراد في هذه الأسناد صاحبي كُتُبٍ فلا يتميز من هو صاحب الكتاب ممن هو الطريق إليه) أو أنّه رواها بالسماع و القراءة أو غيرهما من الاحتمالات يمكن أن نقول يثبت إلتفات الراوي إلى مضمون الرواية.
ومن جهة أُخرى هناك بعض الرواة لم يكتفوا بأن ينقلوا الأحاديث الموافقة لمذهبهم فقط، كابن عقدة الزيدي الذي روى كثيرا من الروايات الإمامية و... أيضاً مع أنّه جارودي.

6.. و السند بهذا الشكل: "عن... سعيد بن أحمد بن الرضي عن... حمزة بن المسيب بن الحارث‏ أنّه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في... سنة أربع و أربعين و خمسمائة قال: حدّثني...‏ عثمان بن عبد الباقي بن أحمد(( الدمشقي في... سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: حدّثني... أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام... سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها و نحن على طبقة...". رياض الأبرار للمحدّث الجزائري، ج‏۳، ص۱۴۵ و جنّة المأوى المطبوع ضمن بحار الأنوار، ج‏۵۳ ص۲۱۳ فقد صرّحوا بلفظ «خمسمائة» ثلاث مرات فلا يمكن حمل كلها على السهو و التصحيف.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 367
صفحه از 131
پرینت  ارسال به