عناوين بعض كتبه أنّه ليس من العامّة، مثل كتاب الأذان بحيّ على خير العمل.۱
ولم يُتعرّض لترجمته في الإمامية، لكنّه ورد في عدد من أسناد رواياتنا۲، كما هو الحال في ترجمة أبي الغنائم وقد تقدّم.
ونُسِب إليه في بعض الكتب۳ أنّه أورد في كتابه رواية قصّةٍ تشبه قصّة الجزيرة الخضراء حول الإمام محمد بن الحسن المهدي علیه السّلام۴، ويبعُد أن يرويها عالم زيدي۵، لكنّ هذه النسبة غير صحيحة، لأنّ عدداً من رواة هذه الرواية یروونها بعد سنة ۵۰۰ ه۶، وقد توفّي
1.. التحف شرح الزلف، ص۲۶۹ و سأشير إلى فهرس كتبه آنفا.
2.. الغارات، ج۲، ص۸۴۵ و المزار الكبير لابن المشهدي، ص۱۲۶ و كشف الغمّة، ج۲ ص۵۳۸ و عمدة عيون صحاح الأخبار، ص۱۳۶ و ص۲۷۹ و الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ص۷۸ و فرحة الغري ص۲۹ و ۳۹ و ۵۵ و ۵۶ و ۵۸ و ۱۲۴ و ۱۳۶ و ۱۴۱ و فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، ص۲۹ و اليقين للسيد بن طاوس، ص۳۸۱ و بشارة المصطفى، ص۱۷ و ۴۳ و ۴۷ و ۵۰ و ص۶۳ و ۶۷ و ۶۹ و ۷۳ و ۸۷ و ۱۰۳.
3.. رياض الأبرار للجزائري، ج۳، ص۱۴۵ و الأنوار النعمانية، ج۲، ص۴۰ و الكشكول للبحراني، ج۱، ص۱۰۴.
4.. و للتعرف علی الجزیرة الخضراء و قصصها و النقود علیها، راجع: موسوعة الإمام المهدي علیه السّلام، ج۲، ص۱۶۹ - ۱۷۳ (الأمكنة المنسوبة إلیه/الجزیرة الخضراء).
5.. و لكن حيث إن كثيرا من الروايات كانت بالإجازة فحسب، و لم يكن هناك سماع أو قراءة في كثیر منها فلذا وجود الشخص في سند رواية لا يلزم أنّه يرى مضمونه، لأنّه ربما كان في طريق الإجازة فقط و لم ير الكتاب أصلا! يعني حينما نواجه وقوع شخص في سند رواية لا يرويها رجل من أهل السنة عادة، لا نستطيع أن نقول هذا قرينة على أنّه ليس من أهل السنة؛ لأنّه ربما هذا الرجل ليس مؤلف الكتاب و أخذ إجازة رواية الكتاب فقط و لكنه لم ير الكتاب أيضاً و جاء فيما بعد راوٍ آخر و أخذ منه الإجازة لاتّصال السند إلى صاحب الكتاب، بيد أن صاحب الإجازة ربما لم ير الكتاب أصلا حتّى نقول هذه الرواية لا يستطيع أن يرويها هذا الشخص السني. و مع هذه النقطة اللطيفة، يشكل كثير من الاستفادات من منافاة مضمون روايةٍ مذهبَ راويها. و هذا ممّا أفاده العالم المدقق و الأُستاذ البارع السيد جواد الشبيري دام ظله و سمعتُه في مجلس درسه. نعم إذا ثبت أن الرواية موجود في كتاب الراوي (و هذا أيضاً في كثير من الموارد صعب؛ لأنّهم كثيرا ما يقولون في أسنادهم: عن فلان عن فلان عن... و ربما كان كثير من الأفراد في هذه الأسناد صاحبي كُتُبٍ فلا يتميز من هو صاحب الكتاب ممن هو الطريق إليه) أو أنّه رواها بالسماع و القراءة أو غيرهما من الاحتمالات يمكن أن نقول يثبت إلتفات الراوي إلى مضمون الرواية.
ومن جهة أُخرى هناك بعض الرواة لم يكتفوا بأن ينقلوا الأحاديث الموافقة لمذهبهم فقط، كابن عقدة الزيدي الذي روى كثيرا من الروايات الإمامية و... أيضاً مع أنّه جارودي.
6.. و السند بهذا الشكل: "عن... سعيد بن أحمد بن الرضي عن... حمزة بن المسيب بن الحارث أنّه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في... سنة أربع و أربعين و خمسمائة قال: حدّثني... عثمان بن عبد الباقي بن أحمد(( الدمشقي في... سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال: حدّثني... أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري بداره بمدينة السلام... سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة قال كنا عند الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها و نحن على طبقة...". رياض الأبرار للمحدّث الجزائري، ج۳، ص۱۴۵ و جنّة المأوى المطبوع ضمن بحار الأنوار، ج۵۳ ص۲۱۳ فقد صرّحوا بلفظ «خمسمائة» ثلاث مرات فلا يمكن حمل كلها على السهو و التصحيف.