وأظن أنّ عبد العظيم سقط في الروایة الثانیة من السند؛ لأنّ العلوي النصيبي لا يمكن أن يروي عن الإمام الجواد علیه السّلام دون واسطة. ومن جهة أُخرى هناك رواية أُخرى وسندها مثل هذا السند حذو النعل بالنعل، وفيها يروي عبید اللّه العلوي النصيبي بواسطة أبيه عن عبد العظيم عن الإمام الجواد علیه السّلام۱، فیُحتمل قويّاً أنّه هنا أيضاً يروي بواسطتهما عن الإمام الجواد علیه السّلام، لكن سقط اسم أبيه وعبد العظيم من السند.
هذا وقد ذكر المحقّق الشيخ النمازي رحمه الله: «ويظهر من هذه الرواية سماع عبيد اللّٰه هذا عن مولانا الجواد علیه السّلام»۲، وفيه ما تقدّم من أنّه في طبقتين بعد الإمام الجواد علیه السّلام.
روايتان مشتركتان بين «أمالي الطوسي» و«الأمالي الخميسية»
وهما عن أبي المفضّل بإسناده عن عبد العظيم عن الإمام الجواد علیه السّلام.
ففي الأمالي الخميسية: «أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو الفضل۳ محمّد بن عبد اللّٰه الشيباني، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّٰه بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني بالري، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علیه السّلام، قال: «إنّ۴ المرض لا أجر فيه، ولكنّه لا يدع على العبد ذنباً إلّا حطّه، وإنّما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح، وإنّ اللّٰه عز و جل بكرمه وفضله يُدخل صادق السرّ والسريرة الصالحة في الجنّة»۵.
«قال: أخبرنا الشريفان أبو محمّد وأبو طاهر الحسن وإبراهيم ابنا الشريف الجليل أبي الحسن محمّد بن عمر الحسيني الزيدي الكوفي، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّٰه
1.. الأمالي للطوسي، ص۶۰۲ و ص۴۹۴ و هما نفس الروايتان المشتركتان بين أمالي الشيخ الطوسي و الأمالي الخميسية و سيأتي ذكرهما آنفا.
2.. مستدركات علم رجال الحديث، ج۵، ص۱۸۱.
3.. تقّدم في مقدّمة التحقيق أن الصحيح في اسمه هو "أبو المفضّل".
4.. ليس "إن" في أمالي الشيخ الطوسي.
5.. الأمالي الخميسية، ج۲، ص۳۹۱.