105
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

الجنابذي أخذ الأحاديث الثلاثة من تاريخ بغداد، لا من مصدر كتابنا هذا.

فكانت تتجاذبني الظنون إلى نهاية التحقيق حيث أمعنت النظر إلى منقولات السمهودي عن معالم العترة، فرأيت أنّه ذكر سند رواية الجنابذي لواحد من الأحاديث الثلاثة في كتابه، فوجدت أنّه نفس سند الرواية في تاريخ بغداد،۱ فاطمأنّت نفسي إلی أنّ الرؤية التي خطرت ببالي عبر الشواهد في بداية التحقيق هي الصحيحة.

روايتان أُخریان من «أمالي الطوسي»

«وعنه۲، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقّة، قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّٰه بن موسى الروياني، قال: حدّثنا عبد العظيم‏ بن عبد اللّٰه الحسني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیه السّلام، قال: قال رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله: السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بها هدىً وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة»۳.

«وعنه۴ قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّٰه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثني محمّد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام: الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحقّ بها وأهلها»۵.

ووردت الفقرتان الأوليان من هذا الحديث (أي: الفرصة خلسة، والهیبة خیبة) في كتابنا هذا أيضاً، كما تقدّمت الإشارة إليه سابقاً.۶

1.. جواهر العقدين للسمهودي، ج‏۳، ص۴۱۵.

2.. يعني عن الشيخ الطوسي رحمه الله.

3.. الأمالي للطوسي، ص۵۸۹.

4.. يعني عن الشيخ الطوسي رحمه الله.

5.. الأمالي للطوسي، ص۶۲۵.

6.. راجع: الحدیث ۱۲.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
104

الرضا علي بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي جعفر، قال: حدّثني أبي محمّد بن علي، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام، قال: بعثني رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله على اليمن فقال - وهو يوصيني -: يا علي! ما حار من استخار، ولا ندم من استشار. يا علي! عليك بالدلجة، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار. يا علي! اغد على اسم اللّٰه، فإنّ اللّٰه تعالى بارك لأُمتي في بكورها»۱.

تقدّم في مقدّمة التحقيق أنّ هناك ثلاثة أحاديث توجد في بداية نقل الجنابذي في كشف الغمّة، لكنّها ليست في هذا الكتاب، وقلنا إنّ الظاهر أنّ الجنابذي حكى هذه الثلاثة من تاريخ بغداد للخطيب. وهذا الحديث هنا من أمالي الشيخ الطوسي هو واحد من تلك الأحاديث الثلاثة، ومع النظر إلى سنده نرى أنّه يشترك مع سند كتابنا هذا في بعض الرواة، كمحمّد بن فيض العجلي وعبد العظيم علیه السّلام، فمن هنا قد يخطر بالبال إشكال على ما تقدّم في مقدّمة التحقيق: يُحتمل أنّ الجنابذي لم ينقل هذه الأحاديث الثلاثة من تاريخ بغداد أصلاً، بل إنّما نقلها من مصدرٍ لكتابنا هذا؛ يعني أنّ الأحاديث الثلاثة كانت مذكورة في مصدر كتابنا هذا وأخذها الجنابذي وذكرها في معالم العترة، لكنّها لم ترد في كتابنا هذا.

لكن هذا الاحتمال بعيد، حيث إنّ الجنابذي ذكر رؤية الخطيب في تاريخ بغداد حول ترجمة الأمام الجواد علیه السّلام، وهذه الأحاديث الثلاثة أيضاً موجودة في تاريخه بعد عدّة أسطر، فمن الطبيعي أنّ الجنابذي رأى هذه الأحاديث الثلاثة أيضاً في كتاب الخطيب فنقلها، لكنّه قام بتغيير في ترتيب هذه الأحاديث الثلاثة، بل يترجح أنّه لم يغيّر شيئاً أصلاً وإنّما وقع هذا التغيير في نقل الإربلي عنه، كما تقدّم في مقدّمة التحقيق.

ومن جهة أُخرى أنّ هذا الحديث الذي في أمالي الشيخ الطوسي هو واحد من الأحاديث الثلاثة فقط، فلو كانت كلّ الأحاديث الثلاثة موجودة في الأمالي بهذا السند لكان هناك وجهٌ أن نقول بهذا الاحتمال، لكنّه واحد منها فقط. فيبدو أنّ الأرجح القول إنّ

1.. الأمالي للطوسي، ص۱۳۶.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 320
صفحه از 131
پرینت  ارسال به