الجنابذي أخذ الأحاديث الثلاثة من تاريخ بغداد، لا من مصدر كتابنا هذا.
فكانت تتجاذبني الظنون إلى نهاية التحقيق حيث أمعنت النظر إلى منقولات السمهودي عن معالم العترة، فرأيت أنّه ذكر سند رواية الجنابذي لواحد من الأحاديث الثلاثة في كتابه، فوجدت أنّه نفس سند الرواية في تاريخ بغداد،۱ فاطمأنّت نفسي إلی أنّ الرؤية التي خطرت ببالي عبر الشواهد في بداية التحقيق هي الصحيحة.
روايتان أُخریان من «أمالي الطوسي»
«وعنه۲، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقّة، قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّٰه بن موسى الروياني، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي علیه السّلام، قال: قال رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله: السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بها هدىً وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة»۳.
«وعنه۴ قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّٰه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثني محمّد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السّلام: الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحقّ بها وأهلها»۵.
ووردت الفقرتان الأوليان من هذا الحديث (أي: الفرصة خلسة، والهیبة خیبة) في كتابنا هذا أيضاً، كما تقدّمت الإشارة إليه سابقاً.۶
1.. جواهر العقدين للسمهودي، ج۳، ص۴۱۵.
2.. يعني عن الشيخ الطوسي رحمه الله.
3.. الأمالي للطوسي، ص۵۸۹.
4.. يعني عن الشيخ الطوسي رحمه الله.
5.. الأمالي للطوسي، ص۶۲۵.
6.. راجع: الحدیث ۱۲.